من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•ثمة سبب لتسمية بعضهم جيش الدفاع الإسرائيلي بـ"جيش الاحتواء الإسرائيلي"، فخلال سنوات طويلة، بما في ذلك خصوصاً خلال حرب لبنان الثانية، لم يسع الجيش الإسرائيلي فعلياً كما يجب أن يسعى أي جيش يخوض حرباً، إلى إخضاع العدو، أي استئصال قدرته على مواصلة تعريض حياة مواطني إسرائيل وجنودها وبناها التحتية للخطر.
•هذا الأسبوع "ومن دون علاقة بالتهديدات التي نسمعها من حزب الله"، بدأ الجيش مناورة واسعة النطاق وذات أصداء عديدة، غايتها إعداد القوات لمواجهة التنظيم الارهابي اللبناني. وهذه المرة، كتب محللون عسكريون ونشروا أن "النية" واضحة وهي: إخضاع (قائد المناورة استخدم هذا التعبير بوضوح علناً) العدو.
•هل نقف حقاً أمام منعطف استراتيجي؟ وبكلام آخر، هل المعركة المقبلة ستجعل العدو في وضع يكون فيه غير قادر على تهديد إسرائيل (وهذا أمر ممكن تحقيقه عندما يكون المقصود هذا التنظيم الارهابي)، أم سنكتفي كما في الجولات السابقة في لبنان وغزة، بـتحقيق "حسم" يؤدي إلى تهدئة موقتة، لكنه لا يستأصل قدرة العدو على الهجوم من جديد.
•وبالأساس، متى يتعين على الجيش أن يشن حملة "حسم"؟ هل قبل أن يطلق كل من إيران وحزب الله كما هدد حسن نصر الله مؤخراً، صواريخهما في اتجاه المراكز السكنية والبنى التحتية الإسرائيلية- أي قبل أن يوجها ضربة مضادة استباقية؟ (هذه كانت عقيدة الجيش الإسرائيلي، وعندما كان ملتزماً بها كان جيشاً منتصراً)؟ أو يشنها رداً على ضربة استهلالية من العدو، وبعد أن تتسبب بمقتل مدنيين وجنود، وبتدمير وفوضى في الدولة؟
•لا أحد يشكك بقدرة الجيش الإسرائيلي على توجيه ضربة قاصمة إلى حزب الله، لكن عندما يكون العدو مزوداً بآلاف الصواريخ الدقيقة التي يغطي جزء منها جميع أنحاء إسرائيل، فإن السؤال المطروح هو: هل سيتلقى الجيش الإسرائيلي الأوامر بالهجوم أولاً؟ أي قبل أن يحول حزب الله وإيران مدننا إلى أنقاض ويدمرا البنية التحتية الأمنية والاقتصادية؟ يقول العارفون بالأمر إنه على الرغم من مناقشة هذه الأمور في الاجتماعات الملائمة، فإن بنيامين نتنياهو كان غامضاً لدى تطرقه إلى هذه المسألة الحساسة، ووفقاً لتصريحات رئيس الأركان غادي أيزنكوت فإنه ليس من المتوقع أن يوصي هو أيضاً بمثل هذه الخطوة.
•إذا كان هذا هو الأمر، أي - بحسب العقيدة القتالية لإسرائيل في الجيل الأخير والتي بموجبها تمتع العدو بميزة الضربة الأولى - فمن الضروري أيضاً، وربما في الأساس، تنظيم واسع النطاق يزيد من قدرة قيادة الجبهة الداخلية والمؤسسات المدنية، على مواجهة العدد الكبير من المصابين والفوضى التي ستسود إلى أن يستعيد الجيش الإسرائيلي قوته من الضربة الأولى، ويشن حملة "الحسم".
•ما دمنا أننا لم نتجاوز العائق النفسي بأن علينا أن نضرب أولاً لمنع القتل الجماعي لمواطنينا، فإن الجزء الأساسي من التدريبات على المعركة التي يهدد بها نصر الله يجب أن يركز على تقديم الحماية القصوى للجبهة الداخلية على نحو أفضل بكثير من الماضي.
•يدّعي الجيش أنه تعلم دروس حرب لبنان الثانية. نأمل أن يكون هذا صحيحاً. لكن في الأماكن التي سقطت فيها الصواريخ أخفق المدنيون أيضاً، وهذا موضوع قلما يجري التطرق إليه، كما أخفق أغلبية نوابهم. لا يمكن تدريب المدنيين كما يتدرب الجيش الإسرائيلي. وإذا سمح الجيش للعدو بإطلاق صواريخه أولاً فمن المعقول افتراض أن صور الهرب والمغادرة في الشمال والنقب (كما جرى في عملية "الجرف الصامد") ستتكرر هذه المرة أيضاً، وبسبب التحسن الكبير الذي طرأ على قدرات العدو، فإن هذه الصور ستكون أكثر إثارة للهلع والرعب.
•هذا هو سبب آخر، وإن لم يكن السبب الأهم، الذي يجعل من واجب الحكومة إعطاء توجيهاتها للجيش باستخدام قدراته لمنع العدو من إطلاق الصلية الأولى والحاسمة من الصواريخ.