• إن دولة تبدوأكثرفأكثر شبيهة بمناصري فريق [كرة القدم] بيتار القدس (الذي خسر أمام الفريق البلجيكي شارلوروا 5-1) يناسبها رئيس حكومة مثل بنيامين نتنياهو. أمادولة تشبهفريقنا للتنس (الذي فاز على الفريق السلوفيني 0-3) فإنها تحتاج إلى رئيس حكومة أفضل. وفي الواقع،فإن رئيس حكومة حرّض في الساحات العامةوخلال التوجه إلى صناديق الاقتراع،ولا يدفع حسابه في المطاعمويزين حدائقه بالمال العام، يناسب أكثر نادي [كرة القدم] شارلورواونادي بيتار القدس. من وجهة نظر القيم والقوانين، كان من الأفضل أن يتزعمنا شخص آخر. دعونا من ذلك،فمن الأفضل أن يرحل نتنياهو بسبب أعماله السياسية. أقول ذلك على الرغم من أنني من رأيه في ما يتعلق بالقضايا السياسية الأساسية: المسألة الإيرانية، والمسألة الفلسطينية مع بعض التحفظ.
• نتنياهو على حق في أن النظام الإيراني يشكل ً خطراوجودياً على إسرائيل ويرغب في القضاء عليها،وسيحصل عاجلاً أم آجلاً على وسائل من أجل تدميرها. كما أن نتنياهو على حق في قوله انه بدءاً من اللحظة التي سترفع فيها العقوبات الاقتصادية عن إيران،فإن آيات اللهوالحرس الثوري سيستأنفون مساعيهم لصنع قنبلة نووية لأن هذا ما يتطلعون إليه. إن دولة في حجم إيران وبالقدرات الاقتصادية التي ستحصل عليها بعد بضعة أشهر مع انتهاء العقوبات، ستندفع نحو القنبلة. الإيرانيون سيخصبون اليورانيوم وسيخرطون ويركبون ويبنون،وكل شيء سيجري بصورة سريةوبواسطة الخداع،ولن يكون في استطاعة الولايات المتحدةوقفهم (مثلما لم يكن في استطاعتها خلال السنوات 1968-1958 منع ديفيد بن غوريون وديمونا في دولة أصغروأفقر بكثير).
• لكن على الرغم من ذلك، إذا حدث ما هو غير متوقع،وامتنع الإيرانيون عن الخداع والتزموا بالتفاهمات التي وقعوها،فإنهمبعد 15-10 سنةومع نهاية الاتفاق سيندفعون نحو النووي. والسؤال المطروح هل سيستخدمونه ضدنافور بناء ترسانة نووية؟ لا احد يعرف. فالذين يؤمنون بالله يصدقون أنهم محميّون ولا يهمهم توازن الردع. لا احد يعرف. لكن منذ تلك اللحظة سنعيش نحن وأولادنا في خوف دائم.
• من المحتمل أن أكون على خطأ،وربما في السنوات المقبلة سيرسل نتنياهو سلاح الجووالقوات البحريةوالكوماندوس لتدمير منشآت التخصيب والمفاعلات ومخازن اليورانيوم اخملصب ومنظومة صواريخ أرض - أرض. لكن لا يمكنني الاعتماد على ذلك،فالشروط كانت أكثر ملاءمة خلال فترة ولاية أريئيل شارون وجورج بوش الابن،وامتنع شارون عن القيام بذلك. كما أن الشروط كانت ملائمة أكثرقبل ستة أعوام وقبل ثلاثة أعوام، لكن نتنياهو امتنع عن ذلك. وعلى الأرجح أن الشروط السياسيةوالعسكرية بعد توقيع الاتفاق النووي، ستصبح أصعب بكثير.
• وفي الموضوع الفلسطيني،وبرغم كوني من المؤيدين لحل الدولتين لشعبين، فإن نتنياهو أيضاً على حق: لن يكون هناك اتفاق سلام بينناوبينهم خلال حياتنا لأن الفلسطينيين ليسوا معنيين بذلك،فهم لا يعترفون بشرعية الصهيونيةوالحكماليهودي على أي شبر من فلسطين. وهم كشعب،ولا فارق هنا بين "فتح" و"حماس"، يؤمنون بأن التاريخ والديموغرافياوالسياسة الدولية تعمل لصالحهم.
• إن الحظر الدولي يتزايدويحاصر إسرائيل،والزيادة الطبيعيةوسط عرب 48 (الذين يسمون أنفسهم "فلسطينيين") وفي المناطق المحتلة، تزدادوتسد الطريق في وجه الديمقراطية الإسرائيلية. لا حاجة لهم للتنازل عن حق العودةوتوقيع اتفاق تسوية بالاستنادإلى حل التقسيم لدولتين. فمع مرور الزمن ستكون البلد كلها لهم،وعليهم فقط الانتظار مدة جيل أو جيلين، كي تختفي إسرائيل اليهودية،وقد يحدث ذلك في وقت أبكر. ارتباطاً بما سيؤول إليه أمر النووي الإيراني.
• ومن أجل منع حدوث القدر المشؤوم أو على الأقل التخفيف منه، كان يتعين على إسرائيل ان تلعب اللعبة،وأن تقترح تسوية إقليمية معقولة (وفقاً للأطر التي وضعها الرئيس بيل كلينتون في كانون الأول/ديسمبر 2000) والامتناع عن توسيع المشروع الاستيطاني. وكان يتعين عليها أن تبدي مظهراً تسووياً، وحينئذٍ كان الفلسطينيون هم من سيقولون: "كلا"، كمافعلوا في 1937 (لدى رفضهم مقترحات لجنة بيل) وكمافعلوا في 1947 (عندما رفضوا اقتراح التقسيمالصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة)،ومثلما حدث في 1978 (عندما رفضوا الحكمالذاتي الذي اقترحه مناحيم بيغن وانورالسادات في كامب ديفيد)،وفي 2000 (عندما رفضوا اقتراحات إيهودباراك وكلينتون) وفي 2008 (عندما رفضوا التقسيم الذي اقترحه إيهودأولمرت).
• يدرك نتنياهووهو محق أن هناك قلائل وسط الفلسطينيين تهمهمفعلاً التسوية،وهم ربما مستعدون لتوقيعها. لكنهماليوم لم يعودوا يرغبون في تسوية جغرافية،وهميريدون أرض فلسطين الكاملة،ومن الأفضل من دون يهود،وبالطبع من دون دولة إسرائيل مهما كانت صغيرة. وتحرص "حماس" وسائر الجهاديين على أن يسير الآخرون وراءهم.
• لكن نتنياهو لحماقته يرفض أن يلعب اللعبة. ولذا تبدوإسرائيل في نظر الدول والشعوب الراقيةدولة رافضة بين الأمم،ويبدوالفلسطينيون بمن فيهم "حماس" والجهادالإسلامي، همالمستفيدون.
• ونتنياهو على حق عندما يقول بعدم وجود شريك لنا. ويكفي أن نقرأ ميثاقيْ "حماس" و"فتح". لكن يجب أن نتجاهل ذلك وأن نتصرف كما لو أن لدينا شريكاً. إنما على الرغم من هذا كله، يتعين على نتنياهو أن يستقيل فوراً. لكنه لن يفعل ذلك،والظروف السياسية لن تجبره على ذلك.
• في ضوء هذه الظروف يتعين على نتنياهو أن يعترف بفشل مساعي حكومات إسرائيل على مر الأجيال (هذه المساعي التي بدأت مع إسحاق رابين في التسعينيات)،وفي الأساس عليه الاعتراف بفشل مساعيه في منع حصول الإيرانيين على السلاح النووي،وأن ينتقل إلى مسار جديد كي يحصل على نتيجة إيجابية. إنه لن يستطيع استمالة أوباما، لكن يوجدديمقراطيون آخرون لهمفرصكبيرة في قيادة الولايات المتحدة بعد الانتخابات الرئاسية في .2016
• وبدلاً من رفض الحصول على هبات وعتاد من الولايات المتحدة أو مناقشة ذلك تعويضاً عن زيادةقوة إيران، يتعين على نتنياهو أن يضع جانباً الغضب والإهانات ويبذل قصارى جهده من أجل تعزيزقوةدولةإسرائيل قبيل العصر النووي القادم نحونا.
• وما الذي يفعله نتنياهو؟ يتملص من الهبة الأميركيةويدعو مجدداً إلى تحدي الرئيس، مع أنه من الواضح للجميع أنه لن يتغلّب على أوباما،ولن ينجح في إقناع 67 سيناتوراًو290 نائباً في مجلس النواب بإبطال فيتو الرئيس. وحتى لو نجح فالعقوبات التي فرضها سائر العالم ستنهار.
• لن ينجح نتنياهووأيباك. فالديمقراطيون سيقفون مع رئيسهموإلى جانب المواقف الرئاسية،والاتفاق مع إيران سيُقر كما هو. وقد سبق أن وافق عليه مجلس الأمن. كما أن مواصلة المساعي للاحتكاك بأوباما ستؤدي إلى تنفير أعضاءديمقراطيين في مجلس الشيوخ ونواب ديمقراطيون في مجلس النواب ما يزالون يدعمون إسرائيل وهم مستعدون للاستماع إلى صوتها،وسيجعل قلب أوباما أكثرقسوة.
• إن العتادالمقترح علينا الآن، في الوقت الذي يشعرفيه أوباما بالقلق من الأجواء في الكونغرس ويحاول شراءدعم نتنياهو أو على الأقل تحييده، سوف يقل بصورة كبيرة بعدفوز الرئيس في الكونغرس،فماذا سيفعل نتنياهو حينئذ؟
• يجب تغيير السياسة الحالية أوتغييررئيس الحكومة حتى لو كان نتنياهو محقاً في ما يتعلق بنيات الإيرانيين والفلسطينيين