سورية على شفير الحرب الأهلية
المصدر
The Jerusalem Post

صحيفة يومية تصدر باللغة الإنكليزية، تأسست في سنة 1933، وكان اسمها في البداية "فلسطين بوست" إلى أن غيّرته في سنة 1950 إلى جيروزالم بوست. تصدر عنها نسخة باللغة الفرنسية. حتى الثمانينيات من القرن الماضي، انتهجت خطاً يسارياً، وكانت قريبة من حزب العمل الإسرائيلي، لكنها غيّرت توجُّهها وأصبحت قريبة  من اليمين، ومن الوسط في إسرائيل.

المؤلف
  • تمثل التقارير، التي تحدثت صباح يوم الأربعاء عن هجمات نفذها عناصر من الجيش السوري على مراكز عسكرية تقع على بعد 3 كيلومترات من العاصمة دمشق، التحدي الأهم لحكم عائلة الأسد المستمر منذ 40 عاماً.
  • وعلى الرغم من أهمية هذه التطورات في سورية، البلد الذي يعتبر من ألد أعداء إسرائيل، إلاّ إنه علينا توخي الحذر إزاء تغير النظام السوري، كما علينا أن نصغي باهتمام إلى تحذير وزير الخارجية الروسي الذي قال: "في حال لم ينجح النظام السوري في البقاء في السلطة فهناك احتمال كبير لأن تتعزز قوة الأطراف الراديكالية والتنظيمات الإرهابية."
  • ثمة أوجه متعددة للتحدي الذي يواجهه نظام الأسد، ويجب أن تؤخذ كلها على محمل الجد. فيوم السبت الفائت، قررت الجامعة العربية تعليق عضوية سورية، وهذا تطور مهم، لأن مثل هذا القرار سبق أن اتُخذ في سنة 1979 ضد مصر في أعقاب توقيعها اتفاقية السلام مع إسرائيل، ومؤخراً ضد معمر القذافي بسبب قمعه الوحشي لحركة الاحتجاج في بلده.
  • كذلك، اتخذت الجامعة العربية خطوتين أخريين في إطار إدانتها لسورية، وذلك من خلال اجتماعها بأعضاء من المجلس الوطني السوري، وفرضها عقوبات على دمشق.
  • من وجهة نظر إسرائيلية، فإن سورية هي آخر دول المواجهة التي لا تزال تتمتع بصدقية، والتي تُعتبر عدواً قوياً لإسرائيل، إذ أنها تمثل خطراً استراتيجياً تقليدياً بالنسبة إليها، وذلك على عكس لبنان، البلد الضعيف، حيث يشكل حزب الله أيضاً تهديداً لإسرائيل.
  • لقد شكلت سورية قاعدة للتنظيمات الفلسطينية المتطرفة، وكانت الطريق الذي يأتي عبره السلاح من إيران إلى حزب الله، والذي دفعت ثمنه الدموي إسرائيل في حرب 2006.
  • لكن، وعلى الرغم من ذلك كله، علينا أن نأخذ على محمل الجد تحذير وزير الخارجية الروسي من أن الإطاحة بنظام الأسد قد تؤدي إلى تعاظم قوة الإسلام الراديكالي، وستخلق فراغاً يمكن أن تستغله المجموعات الإرهابية. قد يكون ممكناً القول إن هذه التحذيرات هي من باب التخويف والتهويل المتعمد نظراً إلى كون سورية حليفة قديمة لروسيا، لكن، مع ذلك، علينا التعامل بجدية مع وجهة النظر الروسية لأنها قد تكون صحيحة.
  • إن الحدود الجنوبية لإسرائيل مع مصر هي اليوم في حالة غير مستقرة، كما أن حدودها مع لبنان هشة، لذا فإن سقوط الأسد قد يؤدي إلى الفوضى على الحدود السورية، الأمر الذي سيزعزع المنطقة ويضع قوات الأمن الإسرائيلية تحت ضغط كبير.
  • لا نعرف كثيراً عن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون، الأكاديمي الذي يعيش في باريس، ولا عن العميد رياض الأسعد باستثناء أنه سني مثل أغلبية المنشقين عن الجيش السوري الذين هم تحت إمرته. من هنا، يجب أن يكون واضحاً أن الانتقال الفوضوي والعنيف للسلطة في سورية لا يصب في مصلحة سورية ولا في مصلحة إسرائيل.