من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· على الرغم من أنني لم أطلع على الخطاب الذي سيلقيه نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، في جامعة تل أبيب، إلا إنه يمكنني المجازفة والقول إنه سيذهب بعيداً جداً في إطلاق تصريحات الحب والتأييد لإسرائيل، فضلاً عن إعلان الالتزام الذي لا حدود له بأمنها وازدهارها.
· بناء على ذلك، لا بُد من إبداء الأسف جرّاء تأخر مثل هذه الخطوة عاماً كاملاً أضاعه الرئيس الأميركي باراك أوباما محاولات سياسية عبثية أدت، أكثر فأكثر، إلى تقويض صدقية الولايات المتحدة، وإلى تأكل مكانتها الهشّة أصلاً في الشرق الأوسط. وعلى ما يبدو، فإن أوباما ومساعديه توقعوا أن تسفر يدهم الممدودة إلى العالم العربي وإيران، في موازاة الابتعاد عن إسرائيل، عن تخفيض حدّة العداء لأميركا في أوساط المسلمين والعرب، غير أن توقعاتهم خابت كلياً.
· في الوقت نفسه، فإن الشعور الذي كان سائداً في إسرائيل، هو أنه لم يعد لديها صديق في البيت الأبيض، وأن أوباما غير متحمس لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وسياسته.
· إن زيارة بايدن [التي بدأت اليوم] تهدف إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الإدارة الأميركية الحالية وبين نتنياهو. كما أنها تنطوي على رسالة مزدوجة: أولاً، الاعتراف بالأهمية السياسية الكبيرة لإسرائيل وحلفائها في أميركا، وخصوصاً على أعتاب الانتخابات النصفية للكونغرس [في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل]، والتي من المتوقع أن يُمنى الديمقراطيون خلالها بهزيمة كبيرة؛ ثانياً، أن الاهتمام الذي لم يحظ نتنياهو به عندما تكلم عن "دولتين لشعبين"، حظي به الآن جرّاء تهديده بشن حرب وقائية على إيران، ولا سيما أن الصورة المرتسمة لإسرائيل هي أنها دولة مرعوبة وعصبية، وتقوم بقصف المفاعلات النووية بصورة تسلسلية، وبالتالي، ليس هناك أي خيار أمام أوباما، من أجل تهدئتها والحيلولة دون اشتعال الشرق الأوسط، سوى اللجوء إلى وسائل مجربة في الماضي، وهي التأييد والعناق وتأكيد الولاء.