· ينطوي إطلاق الصواريخ على مدينة إيلات على أهمية كبيرة، لأن المدينة ترمز إلى العطلة والراحة، ولأنها بخلاف المدن الأُخرى مرتبطة بالسياحة ارتباطاً كاملاً. ومن هنا، فإن تزايد حوداث القصف التي تستهدف مدينة إيلات معناه إلحاق ضرر فادح بها.
· منذ وقت مبكر أدرك المسؤولون عن الأمن هذه الحقيقة، وقاموا (بناء على تحذيرات مسبقة) بنصب بطارية الصواريخ الدفاعية الاعتراضية، أي القبة الحديدية، في إيلات، الأمر الذي شكّل قراءة صحيحة للواقع، لكن من دون أن يؤدي إلى النتيجة المطلوبة: فالبطارية لم تعترض الصاروخين لأنه لم يتم تشغيلها لأسباب عديدة. ويبدو أن الخلاف بين الحاجات الأمنية وبين المحافظة على وتيرة الحياة العادية للناس أدى إلى المجازفة التي حدثت أمس، وانتهت على خير [لأن الصاروخين لم يوقعا أي إصابات بشرية]، لكن الوضع يتطلب حلولاً سريعة مستقبلاً.
· ينبغي لإسرائيل من أجل تعزيز دفاعها الضغط على مصر للعمل جيداً على إحباط العمليات من سيناء. ففي الماضي قُصفت إيلات من جانب مجموعات فلسطينية من غزة، وكان في إمكان الجيش الإسرائيلي الضغط على القطاع من أجل إحباط أو معاقبة منفّذي عمليات القصف أو من كلّفهم بذلك. بيد أن عمليات القصف الأخيرة قامت بها أطراف تنتمي إلى الجهاد العالمي التي لا تملك إسرائيل أي قدرة على التأثير فيهم، مباشرة أو غير مباشرة. وفي ظل عدم قدرتنا على القيام بأي رد في سيناء كي لا نلحق الضرر باتفاقات بالسلام، فإن إسرائيل تصبح تابعة تماماً لكرم المصريين الذين سبق أن تعلّموا أنهم إذا لم يقفوا في وجه الهجمات من سيناء، فإنها سترتدّ على قواتهم هناك.
· وقد امتنعت مصر حتى الآن، من التحرك الفعلي بسبب انشغالها بالمشكلات الاقتصادية والسياسية الداخلية، الأمر الذي أدى إلى مواصلة تمركز الأطراف المتشددة في سيناء، والذي يعني أنه لن يمر وقت طويل قبل أن يتجدد القصف على إيلات مرة أُخرى.