من المتوقع أن يقوم وفد يمثل الحكومة السودانية بزيارة إسرائيل هذا الأسبوع. يأتي ذلك بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية إيلي كوهين إلى الخرطوم، حيث التقى رئيس المجلس السيادي الموقت الجنرال عبد الفتاح البرهان، ووزير الخارجية السوداني ومسؤولين كباراً آخرين. وسيُجري الوفد محادثات ونقاشات تتعلق بتفاصيل اتفاق السلام الجارية بلورته، وبكيفية الدفع قدماً بالعلاقات بين الدولتين. وسيترأس الوفد السوداني جنرال بمرتبة وزير.
وكان كوهين عرض في الخرطوم مسودة اتفاق السلام بين إسرائيل والسودان، وأعلن لدى عودته أنه يتوقع توقيع الاتفاق هذا العام. ومن المنتظر أن يتم التوقيع بعد انتقال السلطة في السودان إلى حكومة مدنية سيجري تأليفها ضمن إطار العملية الانتقالية الجارية في البلد منذ عدة أعوام، منذ إطاحة رئيس السودان عمر البشير في سنة 2019. إذا جرى توقيع الاتفاق، فسيكون السودان الدولة العربية الرابعة التي تطبّع علاقاتها مع إسرائيل في إطار "اتفاقات أبراهام"، بعد الإمارات والبحرين والمغرب.
يقع السودان في موقع استراتيجي على ساحل البحر الأحمر، وهو الدولة الأفريقية الثالثة من حيث الحجم (1.8 مليون كيلومتر مربع)، ويبلغ عدد سكانه قرابة الـ 47 مليون نسمة. ولقد قاتل السودان في الماضي إلى جانب العرب ضد إسرائيل في حرب 1948، وفي حرب الأيام الستة [حرب حزيران/يونيو 1967]، كما ساهم في تهريب السلاح إلى "حماس".
في سنة 1967، بعد شهرين على حرب الأيام الستة، استضاف السودان مؤتمراً في عاصمته الخرطوم، شارك فيه زعماء 8 دول عربية، وفي ختامه صدرت اللاءات الثلاث: لا للاعتراف بإسرائيل، لا للمفاوضات مع إسرائيل، لا للسلام مع إسرائيل. إقامة السودان علاقات مع إسرائيل ستُنهي 75 عاماً من العداء.
خلال المحادثات التي أجراها الوزير كوهين في السودان، طُرحت فكرة مساعدة إسرائيل للسودان في مجالات مدنية مختلفة، بينها الأمن والغذاء وإدارة الموارد المائية والزراعة وغيرها.