استخدمت إسرائيل في حرب لبنان الثانية قنابل عنقودية من إنتاج الولايات المتحدة خلفت وراءها مئات الآلاف من القنابل الصغيرة التي لم تنفجر، على الرغم من أن الصناعات العسكرية الإسرائيلية تنتج قنابل عنقودية "نظيفة" لا تكاد تترك مخلفات قابلة للانفجار. وسبب ذلك، كما يقول مصدر أمني، هو أن إسرائيل تشتري القنابل من الولايات المتحدة بأموال المساعدات الأميركية، في حين يدفع الجيش الإسرائيلي ثمن القنابل التي تنتجها الصناعات العسكرية الإسرائيلية من ميزانيته الخاصة، ما يعني أن الاعتبارات الكامنة وراء ذلك مالية.

وخلال الحرب أطلقت إسرائيل آلاف الصواريخ والقنابل العنقودية التي يحتوي كل منها على مئات القنابل. وبحسب شهادات نشرت في "هآرتس"، أطلقت إسرائيل ما لا يقل عن 1,2 مليون قنبلة من هذا النوع.

واليوم تشكل القنابل العنقودية المشكلة الإنسانية الأولى في لبنان، لأن مئات الآلاف منها لم تنفجر، وبقيت منتشرة في جنوب البلد. ومنذ وقف إطلاق النار قتل ما لا يقل عن 14 شخصاً، بينهم أطفال، جراء مخلفات القنابل التي بقيت في المنطقة. وتقدّر وحدات نزع الألغام التابعة للأمم المتحدة أن نسبة مخلفات القنابل العنقودية التي أطلقتها إسرائيل تتراوح بين 30% و40%.