الأمم المتحدة تحيي ذكرى النكبة في ظل حملة إسرائيلية دبلوماسية لمقاطعة الجلسة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

ألقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خطاباً في الأمم المتحدة، التي تحيي ذكرى النكبة للمرة الأولى منذ 75 عاماً، قال فيه: إسرائيل تتصرف مثل غوبلز، تكذب وتكذب، وفي النهاية الناس يصدقونها." وأضاف: "إن إحياء ذكرى النكبة، بعد سنوات من تجاهُل الحدث، يشير إلى اعتراف دولي بما حدث، ويتعارض مع السردية الإسرائيلية التي تنكر النكبة." وتابع: " كقوة احتلال، إسرائيل تواصل عدوانها على الفلسطينيين، وتواصل احتلالها الأراضي الفلسطينية. ودول كبرى معينة تسكت اليوم على أفعال إسرائيل، وترفض تحمُّل المسؤولية عن ضم واحتلال الأراضي، من خلال بناء المستوطنات وخرق الوضع القائم في المسجد الأقصى." وأضاف: "الشروط المهمة التي يجب أن تتوفر من أجل تحقيق سلام قابل للحياة، هي الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ضمن حدود 1967، وأن تكون القدس الشرقية جزءاً من فلسطين. كما أنني أدعو إلى إطلاق كل الأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم الأولاد والنساء. نحن لسنا ضد اليهود واليهودية، بل ضد قوات الاحتلال."

وفي خطابه، قارن أبو مازن إسرائيل بغوبلز [وزير الدعاية النازية في عهد هتلر]، فقال: "الادّعاءات الصهيونية والإسرائيلية الكاذبة مستمرة، ومنها أن إسرائيل حوّلت فلسطين إلى جنة مزدهرة. فلسطين كانت صحراء، وهم حولوها إلى شيء مشرق، إلى جنة على الأرض. هم يتصرفون مثل غوبلز: إكذب، إكذب، إكذب، وفي النهاية يصدقك الناس."

وتجدر الإشارة إلى أن عدداً من الدول ألغت مشاركتها في حضور جلسة الأمم المتحدة والاستماع إلى خطاب أبو مازن، بعد الحملة التي شنّها وزير الخارجية إيلي كوهين مع الوفد الإسرائيلي في الأمم المتحدة والممثليات الإسرائيلية في العالم من أجل إقناع الدول الأعضاء بعدم حضور المناسبة في الأمم المتحدة، ومن بين الدول التي تجاوبت مع هذه الدعوة، الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وأوكرانيا والنمسا وتشيكيا واليونان وهنغاريا والأوروغواي وجنوب السودان. ومما قاله كوهين: "سنحارب كذبة النكبة بكل قوة، ولن نسمح للفلسطينيين بالاستمرار في نشر الأكاذيب وتزييف التاريخ."

سفير إسرائيل في الأمم المتحدة غلعاد أردان وجّه في الأول من أمس كتاباً شخصياً إلى سفراء الدول في الأمم المتحدة، طالباً منهم عدم المشاركة في المناسبة التي تصوّر قيام دولة إسرائيل ككارثة، جاء ذلك ضمن إطار الحملة الإسرائيلية لمقاطعة إحياء الفلسطينيين ذكرى "النكبة" في الأمم المتحدة، ومما قاله أردان: "هذه محاولة فلسطينية لتشويه التاريخ، ومَن يصدقها يمنح الشرعية لسردية كاذبة ويقضي على أي فرصة للمصالحة."

تجدر الإشارة إلى أن إحياء الذكرى الـ75 للنكبة الفلسطينية اتُّخذ من خلال قرار صدر عن الأمم المتحدة في كانون الأول/ديسمبر السنة الماضية، وكجزء من رزمة قرارات سنوية تتخذها المنظمة. وشهدت الأشهر الأخيرة حملة إسرائيلية قادها وزير الخارجية إيلي كوهين والسفير أردان لإقناع الدول الأعضاء بعدم المشاركة في الذكرى ومقاطعة الحدث.