هجوم إيراني مفاجئ: "حماس" من الداخل، ونصر الله في حالة انتظار
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

المؤلف
  • هجوم "فرحة التوراة" هو نموذج إيراني من مفاجأة حرب "يوم الغفران" قبل 50 عاماً. هذه الخطوة مدروسة ومنسّقة، وليست معزولة في جبهة واحدة فقط. هذا هو الهجوم الاستباقي الذي تقوم به طهران، باستخدام شركائها الفلسطينيين - ومن الممكن أيضاً حزب الله، مستقبلاً - وذلك بسبب الخطورة التي يرونها في التقدم الإسرائيلي- السعودي في اتجاه اتفاق. في لحظة واحدة، ولكن، بعد تجهيزات مستمرة لم تقرأها الاستخبارات كما يجب. هذه المرة أيضاً، كان هناك تدريب عسكري واسع لتمويه النيات الحقيقية، وهذه المرة أيضاً، التزمنا بـ"رؤيتنا" الخاطئة. الافتراض الأساسي كان أن القرار في "حماس" هو عدم التورط وحدها في جولة إضافية، وتفضيل الترتيبات لتحسين الظروف الاقتصادية في القطاع، مع بذل جهود لإشعال الضفة الغربية. فتم تخصيص نحو 30 كتيبة عسكرية لتلك الجبهة، ولذلك، تم تقليل القوات في غلاف غزة. وكما حدث في سنة 1973، قالوا إن احتمال هجوم كبير يشعل حرباً حقيقية ضئيل.
  • في الحوارات الطويلة التي جرت بين قيادات "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وبين حسن نصرالله وقائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، الجنرال إسماعيل قاآني، بحسب تقديراتي، تم صوغ الخطة لمهاجمة إسرائيل في يوم العيد والسبت، عبر خطوات غير متوقعة - اختراق لعدة بلدات في الوقت نفسه، ومحاولة القيام باختراق عبر البحر باستخدام مراكب في اتجاه الساحل الإسرائيلي، واستخدام طائرات مسيّرة، بالإضافة طبعاً إلى القذائف لمسافات مختلفة. لأول مرة، "حماس" تشدد على الهجوم البري باستخدام قوات النخبة الخاصة بها. نسخة من المخطط الذي يعمل عليه حزب الله منذ بضعة أعوام.
  • في اعتقادي - ومن دون معلومات موثوق بها - هناك آمال في "حماس" - وليس فقط أمل - بأن يدفع دخول الجيش إلى قلب القطاع نصرالله إلى التدخل. طبعاً، هذه ستكون حرباً بحجم آخر. الإيرانيون هم الذين يمسكون بالخيوط من وراء الكواليس، وحتى أنه يمكنهم تفعيل أذرعتهم على الحدود في الجولان.
  • يجب التذكير بأنه كان هناك مَن حذّر. الجنرال في الاحتياط يغآل كرمون، رئيس معهد الأبحاث والتوثيق "ممري"، كتب قبل نحو شهر عن "إشارات إلى إمكانية حرب في أيلول/سبتمبر - تشرين الأول/أكتوبر،" وأضاف: "مؤخراً، تتراكم الإشارات إلى إمكانية دخول أدوات قتالية جديدة ليستخدمها حزب الله و’حماس’ و’الجهاد الإسلامي’، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى عدد كبير من القتلى الإسرائيليين، كعبوات ناسفة ذات قدرة تدميرية كبيرة وإطلاق قذائف على البلدات. يبدو أن هذا الوضع لن يسمح لإسرائيل بالاستمرار في عمليات الإحباط العادية التي تقوم بها، وسيدفعها إلى الرد بشكل أكبر، وخاصة لو كان الثمن حرباً شاملة."
  • بما معناه: علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن الحرب لن تكون محدودة في غزة فقط. الإيرانيون يقودون عملية شاملة وطموحة لخلق واقع جديد حول إسرائيل، بافتراض أن يتخذ السعوديون خطوة أو اثنتين إلى الوراء، ويؤجلون، أو يعيدون درس خطواتهم من جديد. لقد شخّصوا وجود الضعف في إسرائيل، وحالة مخجلة، وانقسامات داخلية فيها، وضمنها في الجيش، وقرروا المراهنة، بمعرفة مسبقة، على أنه في جميع الأحوال، سيدفّعون العرب الذين يدورون في دائرتهم الثمن.