إسرائيل في حرب: معنى المفاجأة والأهداف التي تلي ذلك
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
معهد دراسات الأمن القومي
معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛ وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.
- هجوم "حماس" ليس فقط المفاجأة نتيجة الفشل الاستخباراتي والعملاني الهائل، والذي ستكون أثمانه أكبر بكثير مما نتصور، وستظل تحرق جسد الأمة والوعي الوطني لسنوات كثيرة، هجوم "حماس" هو ثمن فشل نموذج ضبط النفس والاحتواء والإدمان على التهدئة الذي يرافق إسرائيل منذ سنة 2009. سيكون لدينا الوقت للتحقيقات وجَلد النفس، لكن الآن، ومع عودة السيطرة على المستوطنات في غلاف غزة، يجب توضيح الهدف الاستراتيجي المحدّث المتعلق بالمعركة ضد "حماس".
- لقد أعلنت إسرائيل حالة الحرب للمرة الأولى منذ سنة 1973، ولهذا الإعلان معنى كبير، قانونياً، وعملانياً، وعلى صعيد الوعي؛ من هنا، يتم تحديد الهدف الاستراتيجي وأهداف المعركة العسكرية. وهذا الهدف الاستراتيجي، يجب أن يؤدي إلى تغيير أساسي في وضع "حماس" ونفوذها على الساحة الفلسطينية. إن مصدر قوة "حماس" هو قدراتها العسكرية، لذلك، يجب العمل على ضرب هذه القدرات وقيادتها. هذه الضربة ستخدم 3 أهداف أساسية وحاسمة:
- إضعاف تأثير "حماس" في معركة "الإرهاب" في الضفة الغربية - فالحركة هي أحد الأطراف المؤثرة التي تغذي المعركة في الضفة الغربية، والأكثر أهمية، وهي المسؤولة عن التصعيد.
- إضعاف نفوذ إيران في الساحة الفلسطينية بسبب المعادلة القائمة، وهي: "حماس" قوية = نفوذاً إيرانياً أقوى على الساحة الفلسطينية.
- تعزيز القوة الإسرائيلية وردع حزب الله وإيران ولاعبين آخرين يمكن أن يروا في هجوم "حماس" تأكيداً بأن الوقت نضج لمهاجمة إسرائيل من عدة جبهات، بهدف التسبب بانهيارها.
- إن بطارية الشرعية الدولية هي الآن مشحونة بالكامل، لكنها في طبيعتها تفرغ بسرعة كبيرة نسبياً، لذا، يجب أن تكون الضربات الإسرائيلية سريعة، وعميقة، وجوهرية، لضمان تحقيق أهداف كبيرة، قبل أن تضطر إسرائيل إلى التعرض لضغوط المجتمع الدولي.
- العدد الكبير للمخطوفين الإسرائيليين في أراضي قطاع غزة يزيد في تعقيد التحدي، لكن الجهد الأساسي الآن، يجب أن يكون في التفرغ للضربات العسكرية التي تهدف إلى تدمير القدرة العسكرية لـ"حماس". ومن دون تحقيق هذا الهدف، سيكون من الصعب على إسرائيل، ليس معالجة تحرير المخطوفين فحسب، بل ستتعثر وتتدهور إلى دوامة خطِرة، ليس فقط في مواجهة "حماس" والساحة الفلسطينية، بل أيضاً في ساحات أُخرى.
- إن الواقع يفرض على القيادة الإسرائيلية التخلي عن نموذج الاحتواء والتسوية، ومن الصواب استنفاد تغيير النموذج حتى النهاية، وفي أقرب وقت، بسيف من حديد ويد واثقة.