النظرية انهارت: يجب على إسرائيل إطاحة سلطة "حماس"
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- لن يكون هذا سهلاً، ولا سريعاً، لكن حرب 2023 ستنتهي بإطاحة سلطة "حماس" في قطاع غزة، والثمن لن يكون سهلاً. هذا هو السيناريو الأكثر ترجيحاً.
- الأمر الواضح للغاية، هو انهيار النظرية التي رافقتنا منذ أعوام كثيرة، وهي أن حُكم "حماس" في قطاع غزة في مقابل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، هو جيد لإسرائيل. هذه كانت السياسة غير الرسمية للحكومات الإسرائيلية طوال أعوام كثيرة؛ الموضوع انتهى: لن تحوَّل أيّ أموال من قطر إلى غزة، ولن يكون هناك وساطة مصرية لوقف إطلاق النار.
- ما العمل والحال هذه؟ هذا هو السؤال المطروح على المستوى السياسي، والذي يحتاج إلى جواب من أجل تحديد أهداف الحرب هذه المرة. والهدف يجب ألّا يكون "تقوية الردع" كما في جولات القتال الماضية. ما سيحدث في الأسابيع القادمة سيكون له تداعيات على الشرق الأوسط طوال عشرات الأعوام المقبلة.
- لهذا، على الأرجح أن المستوى السياسي يدرك (أو سيدرك لاحقاً) أنه لا يمكن الرد على ضربة الأمس فقط بـ"جباية الثمن" كما في الجولات الماضية.
- ترافق بدء العمليات الحربية بسلسلة من الإخفاقات المذهلة (وليس فقط تقصيراً استخباراتياً)، لكن بعد يوم أمس المريع، تنتظرنا أيام صعبة أُخرى، القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية الإسرائيلية ستبدأ بإظهار علاماتها.
- لكن هل في إمكاننا إطاحة سلطة "حماس" كما سيطر الجيش الإسرائيلي على أراضي الضفة الغربية في عملية "السور الواقي" في سنة 2002؟
- هذا لن يكون سهلاً. وهناك احتمال كبير لاشتعال ساحات أُخرى، في الأساس في الضفة الغربية وجبهة حزب الله. وعلى الأرجح، سيتحرك كل أعدائنا بصورة منسّقة (إن لم يكونوا نسّقوا معاً خلال عملية الأمس مسبقاً)، وبدعم إيراني. وهذا يمكن أن يشكل تحدياً هائلاً.
- وحتى إذا لم تمتد الحوادث إلى ساحات أُخرى، فإن قوة الأعمال القتالية في قطاع غزة في الوقت الذي يتواجد هناك عشرات الإسرائيليين، ليست خطوة سهلة. يجب أن نضيف إلى ذلك التساؤلات عن سلوك الجيش الإسرائيلي. هناك على الأقل بصيص أمل يتمثل في أداء سلاح البحر في الأمس، بينما سلوك سلاح البرّ يبرر القلق الكبير الذي عبّر عنه اللواء في الاحتياط يتسحاق بريك بشأن جهوزيته.
- حتى الآن، يبدو أنه لا يوجد خيار. من أجل إطاحة "حماس"، يجب على الجيش الإسرائيلي القيام بعملية برية. وقبل الدخول، هناك حاجة إلى أيام طويلة من أجل "تليين" المنطقة، وفي المقابل، تجري عملية تعبئة قوات الاحتياطيين ونقل الوحدات إلى الجنوب (مع جهوزية عالية في القطاعات الأُخرى)، حينها فقط، تبدأ العمليات القتالية الأساسية.
- في سنة 2009، وفي ذروة عملية "الرصاص المصبوب"، كان الجيش الإسرائيلي على بُعد أيام قليلة من استكمال السيطرة على قطاع غزة. لكن وصلت، حينها، أوامر من المستوى السياسي بوقف القتال. في الأعوام الماضية، ازدادت قوة "حماس" كثيراً، وحصّنت نفسها، لذلك، ستكون المهمة صعبة كثيراً ومؤلمة.
- ومع ذلك، الفجوات في قدرات الطرفين كبيرة، ولا شك في أن الجيش الإسرائيلي قوي جداً. الجيش يمكنه احتلال غزة وإطاحة "حماس". فالكتلة تحسم، وكذلك الروحية. والتوقع هو أسابيع طويلة مع وقوع إصابات، إلى أن تتم السيطرة الكاملة على القطاع، على افتراض أنه اتُّخذ قرار بشأن ذلك.
- وخلال المعارك، سيُطرح السؤال: ماذا نفعل بقطاع غزة في اليوم التالي لانتهاء القتال؟ وبعدها، سيحين الوقت لطرح الأسئلة الحادة عن التقصير.