صفقة أسرى الآن
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- إن المهمة الأكثر إلحاحاً لدى إسرائيل الآن، هي إعادة الإسرائيليين الذين تحتفظ بهم "حماس" والجهاد الإسلامي في قطاع غزة. والمطلوب أمر واحد: الدفع قدماً بصفقة تبادُل أسرى فوراً، من خلال إبداء الاستعداد لإطلاق سراح أسرى أمنيين معتقلين في إسرائيل.
- لكن الهجوم المضاد الفتاك الذي شنّته إسرائيل ضد "حماس" في غزة، من جهة، والأصوات التي تتصاعد من الحكومة من جهة ثانية، كل ذلك يدل على أن إعادة الإسرائيليين ليست في رأس اهتمامات الحكومة. الأخطر من ذلك: يبدو أن الحكومة قررت تفعيل بروتوكول هنيبعل [الاسم الذي يُطلق على الإجراءات العسكرية التي تُتخذ لدى أسر جنود خلال المعارك] على ما يقارب الـ 150 أسيراً ومفقوداً إسرائيلياً. في مقابلة مع شبكة السي. إن .إن، قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة جلعاد أردان إن الخوف على وضع المخطوفين "لن يمنعنا من القيام بكل ما هو مطلوب من أجل مستقبل دولة إسرائيل." أيضاً مدير مكتب رئيس الحكومة يوسي شيلي قال: "المخطوفون هم واقع، والهجمات واقع، وهذا قرارنا." في أثناء جلسة الحكومة، طالب وزير المال بتسلئيل سموتريتش بـ"ضرب "حماس" بوحشية، وعدم أخذ مسألة الأسرى في الحسبان كثيراً."
- ممنوع على الحكومة وعلى رئيسها إنقاذ الشرف الوطني لإسرائيل والجيش الإسرائيلي على حساب الأطفال والأولاد والشباب والشابات والمسنات والمسنين، والأمهات والآباء العزل، وأبناء عائلاتهم في إسرائيل الذين كادوا يصابون بالجنون من شدة القلق والحزن. ليس من حق أي حكومة، وبالتأكيد ليس من حق أكثر حكومات إسرائيل فشلاً، المتاجرة بحياة الناس الأبرياء، وأن تقرر التضحية بهم على مذبح الكرامة الوطنية. يجب دفع كل ما هو مطلوب، من دون تأخير، أو تذاكٍ، أو خداع.
- مصادر في المنطقة، بينها "حماس"، قالت إن الحركة مستعدة للتفاوض بشأن تبادُل أسرى من النساء والأطفال الإسرائيليين في مقابل نساء وأطفال فلسطينيين معتقلين في إسرائيل. الرد الرسمي الإسرائيلي جاء على لسان الوزير ميكس زوهار، عندما قال "لا نُجري مفاوضات مع تنظيم إرهابي." لكن هذا المبدأ خُرق مرات عديدة، وإسرائيل وافقت على إطلاق سراح آلاف المعتقلين في مقابل إطلاق سراح جندي واحد، وجثامين ومدنيين.
- هداس كلدرون، من مستوطنة نير عوز، والتي خُطف 5 من أفراد عائلتها، بينهم أطفال، توسلت، مطالبةً بإنقاذ حياة أولادها الثلاثة، لدى ظهورها في القناة "12" الإخبارية، ومن خلال نداء استغاثة تقشعر له الأبدان، ويستحق أن يتردد صداه في جميع أنحاء العالم، إذ قالت: "أناشدكم كما أناشد العالم والسياسيين، تحركوا وأخرجوهم [الأسرى] من هذه اللعبة. هم لا علاقة لهم بها، هم أرواح طاهرة، ملائكة، أطفال أبرياء." وأضافت باكيةً "لا أستطيع التحمل، وأنا أطلب الرحمة من الأمهات." ممنوع الانتظار، أو المماطلة. في كل ثانية تمرّ، تتعرّض حياة هؤلاء الأبرياء للخطر، وكذلك أفراد عائلاتهم. المطلوب صفقة أسرى الآن.