هناك أشكال متعددة للحرب مع حزب الله، ومن الواجب التحضير لشنّ عملية هجومية في الشمال
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- في إطار الأهداف الحربية، تلك التي تم تحديدها في الأيام الأولى للحرب، تم ترسيم خريطة استراتيجية قضت ببذل جهد هجومي رئيسي في ساحة غزة، وفي موازاة ذلك، بذل جهد حربي منضبط ودفاعي في الساحة الشمالية. وخلال اليوم الأول للحرب، جرى نشر ألوية الاحتياط التابعة لقيادة الجبهة الشمالية، للدفاع على الجبهتين اللبنانية والسورية، استعداداً أيضاً للتحول إلى حالة الهجوم.
على الجانب الآخر من المتراس: قوة مغاوير "الرضوان"
- تربض على الجانب الآخر من الحدود قوات حزب الله، الذي نشر خلايا نارية وأُخرى حاملة لصواريخ مضادة للدروع، مع قوات مغاوير الرضوان. ابتداءً من تلك اللحظة، شنّ حزب الله قتالاً متواصلاً، لكنه منضبط، ضد قوات الجيش الإسرائيلي والبلدات الإسرائيلية الواقعة على الحدود. وبالتالي، تمت إدارة ردّ الجيش الإسرائيلي بنوع من الانضباط أيضاً، لكن مع دمج فعّال وناجع للنيران.
- سياسة ضبط النفس التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي، تعود إلى تفضيل الحكومة الإسرائيلية تجنُّب خوض الحرب على جبهتين في الوقت نفسه، تماماً كما فضلت الإمبراطورية الرومانية، وهي في عز قوتها، عدم خوض حربين متوازيتين. علاوةً على ذلك، فإن ضبط النفس مردّه سعي الرئيس بايدن إلى تجنّب حرب إسرائيلية بكامل قوتها النارية ضد حزب الله؛ وفي تقديره، هذه الحرب قد تتدهور إلى حرب إقليمية تخرج عن نطاق السيطرة.
- حتى الآن، لقد تصرّف حزب الله، انطلاقاً من اعتبارات تفرض ضبط النفس، بدلاً من حرب واسعة النطاق، وهكذا، شن الحزب حرب استنزاف على الحدود الشمالية لإسرائيل، تركّز نيرانها على الحيز الحدودي. وعلى الرغم من التصعيد المتزايد من يوم إلى آخر، فإن الحالة السائدة على الحدود لا ترقى إلى مستوى حرب، ذلك بأن الأعمال القتالية هناك، على مقياسٍ يمتد من صفر إلى عشرة، تتراوح ما بين المستويَين 2 و3، وعلى الرغم من ذلك، وحتى في ظل الظروف الضابطة التي تُخاض فيها الحرب من جانب قيادة الجبهة الشمالية الإسرائيلية، فإن الردود العملياتية المضادة لحزب الله ناجعة، ودقيقة، وتتسبب في تكبيده أثماناً باهظة.
سكان الجليل يطالبون الجيش بالعمل على تغيير الوضع
- في ظل الحالة السائدة، فإن رؤساء المجالس المحلية في الجليل وسكان المنطقة المواجِهة، يطالبون الجيش الإسرائيلي بالعمل على إجراء تغيير جذري للوضع، والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه: هل يجب هنا السعي للقضاء على التهديد، أو إبعاده أكثر إلى الشمال، وهو ما سيؤدي، بالضرورة، إلى نشوب حرب ضد حزب الله؟
- يترتّب على قادة الجيش الإسرائيلي في مقر هيئة الأركان العامة وقيادة الجبهة الشمالية، واجب واضح في الإعداد لتحرّك عسكري هجومي لإنقاذ إسرائيل من استمرار حرب الاستنزاف التي بادر حزب الله إلى شنّها، وعلى الرغم من ذلك، فإنه لا يزال هناك حالة من انعدام يقين بشأن أن يتسبّب ذلك، بالضرورة، بنشوب حرب بكامل هولها.
- الصحيح أنه من الصعب، حتى اللحظة، أن نصل إلى حالة يأمر فيها نصر الله قواته بالانسحاب بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 1701، ومع ذلك، فقد يكون لدى الدولة اللبنانية وزعماء فرنسا والولايات المتحدة رغبة ملحّة في التدخل لإنقاذ لبنان من دمار الحرب. وحتى الآن، وكما صرّح نصر الله في خطابه الأول، فإن كل الاحتمالات مفتوحة.
- في هذه الأثناء، تركّز قيادة الجبهة الشمالية جهودها على الاستغلال الكامل للنجاعة العملياتية في إطار القتال الخاضع لقيود ضبط النفس، من جهة، ومن جهة أُخرى، تركز هذه القيادة على الاستعدادات للّحظة التي تندلع فيها الحرب على نطاق واسع.