معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛ وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.
- التسوية الإقليمية في الشرق الأوسط، التي تتضمن إنهاء الحرب في غزة والتطبيع مع السعودية، يجب أن تمرّ بثلاث محطات، وأن تتضمن قرارَين مصيريَّين. المخاطر الحقيقية أكبر من الفرص، لكن الفائدة الاستراتيجية هائلة.
رفح - صفقة مخطوفين:
- الفرص: يبدو أن الاقتراح المطروح يتلاءم مع الشروط السابقة التي طرحتها "حماس". إذا جرى قبول المقترح، فسنكون على طريق هدنة طويلة يمكن استغلالها للتوصل إلى وقف إطلاق نار مع حزب الله، وانسحاب قوات الرضوان من الحدود، بواسطة اتفاق تفاهُم موقت يسمح لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم.
- المخاطر: إذا كانت "حماس" في حالة انتصار، فمن المحتمل أن يتشدد السنوار في مواقفه، بحيث يمنع إتمام الصفقة، أو يؤجلها. في هذه الحالة، المفتاح الموجود في يد الحكومة الإسرائيلية يتمثل في الضغط العسكري والقيام بعملية في رفح. وإذا لم تُنسَّق هذه الخطوة مع الولايات المتحدة، فقد تعرّض استمرار الدعم الأميركي للخطر. وقبل كل شيء، فإن الوضع الحالي، وضع الجمود والمراوحة، يضيّع الوقت الثمين الباقي من أجل إنقاذ المخطوفين.
رام الله - موافقة السلطة الفلسطينية وإسرائيل على
وجود قوة دولية لإدارة الشؤون المدنية في القطاع:
- الفرص: الائتلاف العربي - الغربي الذي يعمل بالتنسيق مع إسرائيل، يريد تحمُّل المسؤولية عن الإدارة المدنية في غزة والمساعدة في إعادة إعمارها. والولايات المتحدة، التي تقود هذا الائتلاف، تجذب في هذا الاتجاه، وتضمن نجاح العملية، إذا وافقت إسرائيل على الشروط.
- المخاطر: إن إجراء هذه العملية مشروط بأن تكون السلطة الفلسطينية ضالعة فيها، وهي التي تطلب تدخُّل الدول العربية، بموافقة إسرائيل. ستقوم السلطة الفلسطينية بهذا كجزء من عملية ستؤدي، في رأيها، إلى الدولة الفلسطينية في نهاية المطاف. وعلى الرغم من أن المقصود رؤيا، وليس خطة حقيقية، فإن هذه الفكرة لا تحظى بتأييد الحكومة الإسرائيلية الحالية. وبغياب عنوان آخر، يبدو أن "حماس" ستعيد بناء الوضع المدني في غزة، وستواصل السيطرة على إدارة القطاع كأداة لترميم سلطتها وقوتها العسكرية.
الرياض - التطبيع مع السعودية
- الفرص: تواصل الولايات المتحدة والسعودية الدفع قدماً بالتطبيع. بالنسبة إلى إسرائيل، المقصود منعطف استراتيجي جوهري ضد إيران بصورة خاصة.
- المخاطر: بالنسبة إلى السعودية، لا يشكل التطبيع مع إسرائيل مصلحة جوهرية، بل بالعكس، والسعوديون يصرّون على أن يكون المكوّن السياسي الفلسطيني جزءاً من العملية أمام العالم العربي. ربما سيكتفون فقط بـ"رؤيا الدولتين"، لكن ثمة شك في أن توافق الحكومة الإسرائيلية، بتركيبتها الحالية، على ذلك.
- في الخلاصة، نحن أمام مفترق طرق. قرار الموافقة على وقف الحرب في مقابل عودة المخطوفين، وقرار الموافقة على عودة السلطة الفلسطينية إلى إدارة غزة، هما قراران يعودان إلى إسرائيل. يمكن لهذين القرارَين الصعبَين تحسين وضع إسرائيل الاستراتيجي في الشرق الأوسط بصورة كبيرة، لكنهما لا يضمنان هزيمة "حماس"، وبالتأكيد، لا ينطبق عليهما شعار "النصر المطلق" (على خلفية إخفاق 7 تشرين الأول/أكتوبر).