يجب اتخاذ خطوة مركّبة لإعادة المخطوفين؛ والعودة إلى القتال في غزة ستشكل خطراً كبيراً على حياتهم
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

  • نحن نركّز، وبحق، على مهمة إعادة المخطوفين الإسرائيليين. ويجب القول إنه على الرغم من أنها المهمة الأكثر أهميةً، فإنها ليست قضية قائمة بحد ذاتها، ومن أجل تحقيقها، علينا اتخاذ خطوة مركّبة ستحتاج إلى وقت لاستكمالها. يتعامل النقاش الدبلوماسي والإعلامي مع "المرحلة (ب) من الصفقة" على أنها إعادة المخطوفين، لكن الحديث هنا يدور حول خطوة واسعة ومتشعبة، يوجد فيها كثيرون من الشركاء، وتتطلب الوقت اللازم وقدرات قيادية على إدارة مشروع دولي واسع جداً. ومثلما هي الحال في كل صفقة، يوجد شرط، وهو أن يكون الطرفان معنيَّين بتطبيقها.
  • يتطلب إنهاء الحرب مجموعة من المراحل، والالتزام بها كلها هو شرط لإنهاء الحرب وإعادة المخطوفين:
  • المرحلة الأولى: تحضير قائمة مقبولة من جميع الأطراف، تحتوي على تفصيلات بشأن شخصيات "حماس" القيادية التي ستبقى في القطاع، ومَن سيخرج. وتستمر مدة أسبوعين.
  • المرحلة الثانية: إنهاء الحرب وإعادة المخطوفين. تغادر قيادة "حماس" القطاع، وتتحول إلى جزء من "قيادة الخارج". ومع خروج آخر عضو من هذه القيادة، ستتم إعادة آخر مخطوف إسرائيلي. وتستمر هذه المرحلة شهرين.
  • المرحلة الثالثة: تشهد نزع سلاح المنطقة، باستثناء السلاح الشرطي. وتستمر مدة شهر.
  • المرحلة الرابعة: تعيين لجنة إدارية في قطاع غزة، يقودها في البداية ممثلون لمصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن تكنوقراط من السلطة الفلسطينية وممثل برتبة متدنية من بقايا "حماس" التي بقيت في القطاع. وتستمر 6 أسابيع.
  • المرحلة الخامسة: تنظيم جيش شرطي بقيادة مصرية، تديره السلطة الفلسطينية. وتستمر هذه المرحلة 6 أشهر.
  • بعد مغادرة قيادات "حماس" القطاع، سيبدأ إدخال المساعدات الإنسانية، وتشمل أماكن النوم المتنقلة التي ستُنشر في جميع المناطق، قبل البدء بالتخطيط لمسار إعادة الإعمار. وستكون اللجنة الإدارية مسؤولة عن توزيع المساعدات والمعدات بمساعدة القوة الشرطية. وبعد توزيع أماكن النوم المتنقلة، ستبدأ عملية إزالة الردم والقمامة. وفي موازاة ذلك، تبدأ طواقم من المهندسين والمصممين بالتخطيط للإعمار، ويبدأ أيضاً طاقم عمل، بقيادة الولايات المتحدة، بتجنيد مصادر التمويل التي ستكون السعودية والإمارات وقطر جزءاً منها، بمشاركة دول أُخرى. وفي الوقت الملائم، سيبدأ الإعمار في مناطق محددة، وستُستبدل اللجنة الإدارية بسلطة محلية دائمة. تبدأ كل مرحلة بنقطة محددة، بعد تنفيذ المرحلة السابقة.
  • من أجل تنفيذ ما يسمى "المرحلة (ب)" من الصفقة، يجب استكمال كلّ هذه الخطوات. هذا المسار حساس، وفيه كثيرون من الشركاء، ولكلٍّ منهم مصالحه الخاصة، وأيضاً هناك ضغوط داخلية. سيرافقنا القلق على مصير المخطوفين كلّ يوم، وسيتوجب علينا اعتبار المخطوفين الأحياء والسالمين الورقة الأقوى لدى "حماس"، ما دامت لم تنتهِ الحرب.
  • يثبت التاريخ أن الاتفاقيات التي يوجد فيها كثيرون من الشركاء تكون مليئة بالعوامل التي يمكن أن تدفعها نحو الانهيار. لذلك، فإن شرط التحرك في المسار هو أن يقرر كلّ لاعب من اللاعبين، ما إذا كان معنياً بالتوصل إلى حسم الموضوع والتعاون من أجل تحقيق الهدف.
  • إن إسرائيل و"حماس" هما اللاعبان الأكثر أهميةً من بين اللاعبين. وعلى الطرفين أن يشكلا ضغطاً على الولايات المتحدة. ولذلك، يجب تغيير وظيفة [المبعوث الأميركي الخاص] ستيف ويتكوف، بحيث يتحول من مسؤول عن إعادة المخطوفين إلى ممثل للولايات المتحدة أمام اللجنة الإدارية والطاقم الدولي المسؤول عن التخطيط لمصادر التمويل وإدارة الميزانيات المطلوبة. وعلى حكومة إسرائيل أن تقرر ما إذا كانت ستدعم هذا المسار، وفي حال النفي، يمكن إعادة تجديد القتال. وهنا يجب التحذير من أن عودة القتال ستشكل خطراً كبيراً على حياة المخطوفين، وسيكون الهدف أيضاً حُكماً عسكرياً إسرائيلياً في القطاع إلى أجل غير مسمى. 

 

 

المزيد ضمن العدد