الولايات المتحدة تحولت إلى وضعية الهجوم، وهذا مختلف عن كل ما شهدناه حتى الآن
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- بدأ التعامل مع الحوثيين على أنهم مشكلة أمنية، كونية وإقليمية، قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 بأعوام، مع بدء حربهم (نيابةً عن إيران) ضد السعوديين، والتي وصلت إلى ذروتها بالهجوم على مواقع تكرير النفط (أرامكو) في السعودية في سنة 2019، عبر هجوم من إيران واليمن؛ وتهديد مسارات الملاحة الدولية، ووقف النقل البحري في قناة السويس.
- ربط الحوثيون مصيرهم بالقضية الفلسطينية منذ نهاية تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ومنذ ذلك الوقت، نسّقوا خطواتهم مع سَير المعركة في غزة، ولذلك، أوقفوا إطلاق النار خلال الأشهر الماضية. وعلى الرغم من ذلك، فإنهم عادوا إلى تهديد إسرائيل خلال الأسابيع الماضية، على ما يبدو، حتى إنهم وضعوا شروطاً لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
- يجب الاعتراف بالحقيقة: لم يكن هناك تحالف دولي واسع للعمل ضد الحوثيين، وبدأ فعلياً، بعد أن تحولوا إلى لاعب مركزي في الحرب المتعددة الجبهات التي نخوضها منذ 17 شهراً. بدأ التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، بتبنّي سياسات ذات طابع دفاعي، وغيّر قليلاً في سياساته خلال العام الأخير من ولاية إدارة بايدن. فالعملية التي بدأت أمس (السبت)، بقيادة الولايات المتحدة، هي تغيير واضح وخيار استراتيجي هجومي أكبر كثيراً، وأهدافه واسعة ومستمرة وقتاً طويلاً، ونتائجها قاتلة، وذلك بالتعاون الفعّال مع مصر والسعودية. إنها رسالة مهمة للمنطقة عموماً، ولإسرائيل بشكل خاص.
- ومن المتوقع أن نرى مزيداً من محاولات الحوثيين إطلاق صواريخ على إسرائيل، كلما تقدمت وتعمقت العملية الأميركية، ومن ضمن ذلك صواريخ أرض - أرض طويلة المدى وتهديدات تعامَلنا معها سابقاً منذ بدء الحرب. ليلة الأحد، أطلق الحوثيون صاروخاً سقط في مصر، ويمكن أن يحاولوا مرات أُخرى خلال الليالي القادمة. أجهزة الأمن وسلاح الجو جاهزون للتعامل مع هذه الهجمات، دفاعياً وهجومياً. وسيكون من الأفضل التنسيق مع التحالف الدولي في سياق العمليات الهجومية، كي لا يردع العمل الإسرائيلي دولاً أُخرى عن التعامل مع الحوثيين. إن قدرات القوات الأميركية ودول التحالف والدول العربية أكبر وأكثر أهميةً من أيّ هجوم ستشنّه إسرائيل.
- لا بديل من الوجود في الميدان: إن جمع المعلومات الاستخباراتية الأساسية، والوصول، ووجود قوات جوية قادرة على الوصول بسرعة وتنفيذ هجمات بشكل مستمر وقتاً طويلاً. هذه الأمور ضرورية جداً من أجل ضمان النجاح في المعركة العسكرية المستمرة والفعالة.
- الرسالة من هذه العمليات الأميركية هي أيضاً رسالة غير مباشرة لإيران، في موازاة المفاوضات التي تحاول الولايات المتحدة البدء بها. هذه الرسالة توضح أن سياسة ترامب هي "السلام من القوة" - وبيان ترامب بعدها أوضح العلاقة المباشرة بين الحوثيين والإيرانيين، وحذّرهم بشكل واضح.
- وعلى الرغم من ذلك، فيجب التذكير بأن: الحوثيين ليسوا ذراعاً كلاسيكية لإيران (مثل حزب الله، أو "حماس")، وطوروا استقلالية لا تتماشى مع السياسة الإيرانية دائماً. إنهم يعتمدون على المعدات والمساعدات الإيرانية، ويخدمون، إلى حد بعيد، الفكرة الإقليمية لـ"محور الشر الإيراني".
- يمكن قياس نجاح العملية الأميركية بعد وقت، وهي ليست عملية واحدة وانتهينا. إن طرق الرد التي سيختارها الحوثيون وراعيهم الإيراني ستنعكس على المنطقة برمتها، ويمكنها إشعال مواجهة أوسع كثيراً. لذلك، فإن عمليات الولايات المتحدة، وبغض النظر عن نجاحها، لا تغني عن حاجة إسرائيل إلى بناء قدرات عسكرية، والتعامل مع جبهة اليمن على أنها جبهة فعالة، وأن تتجهز للعمل فيها في المستقبل على صعيدَي الدفاع والهجوم أيضاً.
- إن العبرة من 7 تشرين الأول/أكتوبر، عندما سمحنا للتهديدات الحدودية بالتعاظم، ممنوع تكرارها في حالة الحوثيين في اليمن.