أبقت وكالة التصنيف الائتماني "موديز"، أمس (الثلاثاء)، التصنيف الائتماني لدولة إسرائيل عند مستوىBaa1، من دون تغيير، لكن مع إرفاقه بنظرة مستقبلية سلبية، كما أرفقته بتحذيرات حادة جرّاء ما وصفتها بأنها مخاطر سياسية عالية جداً، من شأنها إضعاف الاقتصاد الإسرائيلي.
وشدّدت الوكالة، في سياق مذكرة خاصة للمستثمرين، على أن هذه الخطوة لا تشكّل مؤشراً مباشراً إلى خفض وشيك، لكنها في الوقت عينه، نبّهت إلى أن استمرار الأوضاع الحالية قد يؤدي إلى خفض التصنيف في المستقبل القريب.
وكتبت الوكالة في المذكرة: "إن مؤسسات الدولة في إسرائيل لا تزال قوية، لكنها تراجعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة. كما أن النظرة المستقبلية السلبية تعكس احتمالات ازدياد المخاطر، بما في ذلك استمرار الحرب في قطاع غزة، أو توسُّعها إلى مواجهة إقليمية تشمل إيران". كذلك، حذّرت الوكالة من إمكان انعكاس تضرُّر العلاقات مع حلفاء مركزيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، على التصنيف الائتماني لإسرائيل.
ووفقاً للوكالة، فإن أيّ تدهور إضافي في العلاقات مع واشنطن قد يؤثر سلباً في التصنيف الائتماني لإسرائيل، في حين أن وقفاً حقيقياً ومستقراً لإطلاق النار من شأنه تمهيد الطريق من أجل استعادة الاستقرار وتمكين مؤسسات الدولة من صوغ سياسات تعزّز تعافي الاقتصاد.
وتعقيباً على هذه المذكرة، قال مسؤول رفيع في وزارة المال الإسرائيلية إنها ليست مذكرة تصنيف ائتماني مقلقة، بل هي تكرار لتحذيرات سبق أن وردت في تقارير سابقة. وأضاف أنه لا توجد حالياً أيّ خطوة عملية لخفض التصنيف، وهذا ما يجب تأكيده.
في سياق متصل، أُعلن في إسرائيل أن خبراء اقتصاديين من وكالة "موديز" بدأوا أمس بعقد سلسلة لقاءات عن بُعد مع كبار المسؤولين في الاقتصاد الإسرائيلي، وأعربوا خلالها عن قلقهم من المضيّ في التشريعات القضائية التي تدفع الحكومة بها قدماً، وذلك بدرجة تفوق قلقهم من استئناف الحرب على قطاع غزة.
وأُعلن أن خبراء من وكالة التصنيف العالمية "فيتش" قاموا خلال الأسبوع الماضي بزيارة لإسرائيل، عقدوا في أثنائها اجتماعات مباشرة مع مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، عبّروا فيها عن مخاوفهم من مشاريع قوانين تهدّد استقلالية المؤسسات الديمقراطية.
ومن المقرر أن يبدأ مسؤولون من وكالة التصنيف العالمية "ستاندرد آند بورز" بعقد لقاءات مماثلة الأسبوع المقبل، على أن تُصدر الوكالات الثلاث تقارير دورية نصف سنوية بشأن الاقتصاد الإسرائيلي خلال الشهر المقبل.