ترامب يستغل تهديدات إسرائيل لإيران و"حماس" من أجل الدفع بأهدافه قدماً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • بينما تشهد أسواق البورصة العالمية تراجعاً كبيراً نتيجة الإصلاحات التي طرأت على الرسوم الجمركية، يستضيف الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في واشنطن. حالياً، يبدو ترامب كأنه مصمم على تدمير الاقتصاد العالمي. الاجتماع المليء بالتملق مع نتنياهو يُعقد للمرة الثانية خلال شهرين، وهو مفيد للصورة الشخصية للرئيس في الوقت الذي بدا كأن ناخبيه يشككون في رجاحة رأيه.
  • لكن في الاجتماع الذي عُقد يوم الإثنين، طُرحت أيضاً مسائل أمنية، وعلى رأسها إيران وقطاع غزة. بالنسبة إلى نتنياهو، من المهم أن يظهر أنه ينسّق مع ترامب تنسيقاً كاملاً حيال إمكان مهاجمة المنشآت النووية في إيران. لقد فاجأه ترامب في الأمس حين أعلن أن الولايات المتحدة بدأت بإجراء محادثات مباشرة مع إيران، والتي ستستمر يوم السبت المقبل، بعد الرسالة التي أرسلها إلى النظام في طهران في الشهر الماضي. فيما يتعلق بغزة، إن مَن يدفع بقوة من أجل تحقيق التقدُّم هو الإدارة الأميركية. نتنياهو مشغول بتضييع الوقت، على الرغم من أن يوم أمس صادف ذكرى مرور سنة ونصف السنة على الحرب ضد "حماس"، وسنة تماماً على وعد نتنياهو للجمهور بأننا على "بُعد خطوة عن الانتصار" في القطاع.
  • في الخلفية، هناك تطورات كثيرة في تبادُل الرسائل بين الولايات المتحدة وإسرائيل وبين إيران. لقد عزّز الأميركيون مخزون منظومة الصواريخ من طراز "ثاد" في إسرائيل، بالإضافة إلى منظومة صواريخ "حيتس" المحلية. وتزداد التقديرات في وسائل الإعلام الدولية  بشأن الاستعدادات الإسرائيلية لهجوم محتمل. وتبني الولايات المتحدة قوة عسكرية ضخمة في الشرق الأوسط، وفي المحيط الهندي، والتي تتضمن القاذفات الحربية الهائلة من طراز بي- 52. وفي غضون ذلك، تتواصل الهجمات الجوية المكثفة من الولايات المتحدة وبريطانيا ضد الحوثيين في اليمن.
  • يساعد الموقف الإسرائيلي- الأميركي المشترك ضد البرنامج النووي الإيراني على زيادة الضغط على إيران، والذي يترافق مع الأحداث في اليمن. الجنرال المتقاعد كينيث ماكنزي، الذي عمل سابقاً في القيادة الوسطى للجيش الأميركي (سانتكوم)، كتب في صحيفة "النيويورك تايمز" أول أمس، أن الهجوم الذي أعلنته إدارة ترامب على الحوثيين يعكس تغييراً، مقارنةً بسياسة إدارة بايدن التي فضّلت تجاهُل التهديد الذي شكّله اليمن للملاحة البحرية. وفي رأيه، فإن  ضرب الحوثيين هو ضرب لحلقة النفوذ الإيراني التي تعرضت لضربات قاسية جرّاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله وسقوط نظام الأسد في سورية.
  • وفي تقدير ماكنزي، فإن الأحداث في اليمن تؤشر إلى  بداية سنة ستكون صعبة للغاية، بالنسبة إلى إيران. وفي رأيه، فإن النظام في طهران يهاب القوة. وأن زعماء إيران يدركون أن احتمال شنّ هجوم إسرائيلي، أو أميركي، ضد منشآتهم النووية أمر محتمل أكثر من أيّ وقت مضى، ومن المحتمل أن يكونوا وافقوا على المحادثات بشأن البرنامج النووي،  خوفاً على بقائهم.
  • وفي الواقع، من المحتمل أن ترامب يسعى لاستخدام إسرائيل بصورة مشابهة في ساحتَين: في إيران، وفي غزة. حالياً، هو يعطي نتنياهو ضوءاً أخضر لهجوم عسكري محدود في غزة، أو للتهديد بهجوم على إيران، على أمل استخدام الضغط الإسرائيلي لمصلحة حلولٍ يفضلها عموماً- التوصل إلى اتفاقات تتلاءم مع مواقف الولايات المتحدة وتؤدي إلى حلّ المسائل بالطرق السلمية. الموفد الخاص للرئيس، والذي شارك في الاجتماعات مع الضيوف الإسرائيليين، أعرب لعائلات الرهائن عن تفاؤل معيّن فيما قد يحدث لاحقاً.
  • مع ذلك، يتحدث ويتكوف عن صفقة من مرحلتين: وقف إطلاق نار عدة أسابيع،  يجري خلاله إطلاق عدد من الرهائن، ثم التوصل إلى اتفاق دائم يشمل عودة  سائر المخطوفين والجثامين. وينسجم هذا مع المخطط المصري الجديد بشأن إطلاق 8 مخطوفين في المرحلة الأولى. على الرغم من الخطط الكبيرة التي وضعها رئيس  الأركان إيال زامير لاحتلال القطاع، فإن الجيش غير متحمس  للمهمة، ويأمل بأن يؤدي الضغط الحالي إلى عودة مسار المفاوضات. الوحيد المتحمس لاحتلال القطاع هو بتسلئيل سموتريتش، الذي لا يبالي بالمصاعب التي يواجهها الاقتصاد  وشكاوى الاحتياطيين، والذي تدلّ كلّ استطلاعات الرأي على أن حزبه يواجه صعوبة في تجاوُز نسبة الحسم.