احتمال التوصل إلى اتفاق نووي جديد يمكن أن يثير قلقاً عميقاً في القدس
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • كانت والدتي تقول، وهي المُعالجة العائلية المخضرمة: "المشكلة الظاهرية ليست هي المشكلة الحقيقية". أي إن الأمور التي تبدو أكثر إلحاحاً تُستخدم أحياناً كثيرة للتغطية على مشكلة أعمق وأكثر تهديداً. كذلك هي القمة الطارئة التي عُقدت بسرعة بين الرئيس ترامب ورئيس الحكومة نتنياهو.
  • كانت المشكلة الظاهرية الرسوم التجارية التي فرضتها الولايات المتحدة على إسرائيل. صحيح أنها مشكلة خطِرة ويمكن أن تؤدي إلى خسارة إسرائيل أكثر من مليارَي دولار في مرحلة لا يمكن أن تسمح لنفسها بمثل هذه الخسائر. مع ذلك، فإن الرسوم لم تكن هي السبب الذي سارع نتنياهو إلى واشنطن من أجله. المشكلة الحقيقية هي إيران.
  • وخلال المؤتمر الصحافي المشترك للزعيمين في الأمس في المكتب البيضاوي، فاجأ ترامب ضيفه بإعلان قصير: "نحن نُجري محادثات مباشرة مع إيران". من المهم الإشارة إلى أن الرئيس الأميركي لم يخفِ قط رغبته في إجراء محادثات مع إيران. وفي الواقع، فور عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير الماضي، بعث برسالة إلى المرشد الأعلى في إيران علي الخامنئي، دعاه فيها الى المحادثات من جديد. لكن ترامب كشف الآن أن المحادثات في ذروتها، وأعلن أنه "سيُعقد اجتماع كبير جداً" يوم السبت المقبل، والأكثر إثارةً للمفاجأة أن هذه المحادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران.
  • هذه الخطوة لم يجرؤ على القيام بها الرئيس بايدن الذي كان يأمل بإعادة إحياء اتفاق سنة 2015. لقد امتنع طاقم بايدن للمفاوضات من الاجتماع مباشرةً بالإيرانيين، واستعان بالوسطاء لنقل الرسائل.
  • من شبه المرجح أن إسرائيل كان تعلم بهذه المحادثات المباشرة، ولم يقف نتنياهو ضدها علناً في تصريحاته في المكتب البيضاوي. مع ذلك، فإن احتمال التوصل إلى اتفاق نووي جديد يثير قلقاً عميقاً في القدس. والأسئلة المركزية هي: كم ستستغرق المحادثات من وقت؟ وما هو هدفها النهائي؟ هل الهدف هو التوصل إلى اتفاق يكون أفضل قليلاً من الاتفاق الموقّع في سنة 2015، ويكتفي بتجميد موقت للبرنامج النووي الإيراني؟ وفي النهاية، ما هو موقف الولايات المتحدة إذا فشلت المحادثات؟
  • هذه الأسئلة ذات أهمية بالغة بالنسبة إلى أمن إسرائيل. الإيرانيون خبراء في المفاوضات، ومن المؤكد أنهم سيحاولون تمديدها أطول وقت ممكن من أجل إفساح المجال أمام روسيا لترميم وتحسين منظومات دفاعاتهم الجوية التي دمرها سلاح الجو الإسرائيلي. ومن المحتمل أن يوافقوا على اتفاق أفضل قليلاً من اتفاق سنة 2015، لكنهم سيحتفظون بالبنية التحتية النووية، وبمفاعلاتهم. وسيطالبون برفع العقوبات القاسية التي فرضها ترامب من جديد، وإلغاء التهديد العسكري المؤكد الذي أُعيدَ طرحه على الطاولة.
  • وبينما تعمل إسرائيل على حلّ المشكلة الظاهرة للعيان بشأن الرسوم، عليها أن تركز على الحصول على أجوبة عن المشكلة الحقيقة: تجدّد المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران. يجب علينا الحصول على ضمانات واضحة بشأن المحادثات وأهدافها النهائية. ويجب أن نوضح أن الاتفاق الوحيد الذي تقبله إسرائيل هو الذي سيفكك البنية التحتية النووية الإيرانية، لا الذي يجمّدها فقط.
  • وحده مثل هذا الاتفاق يمكن أن يضمن المصالح الأمنية الحيوية لإسرائيل، ويعزز الإنجازات العسكرية التي حققتها في المنطقة. ويجب التشديد على أن هذا الاتفاق وحده يخدم مصالح إسرائيل والشرق الأوسط كله، وأيضاً مصالح الولايات المتحدة نفسها.