كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ختام اجتماعه برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، أمس، أن بلده سيُجري محادثات مباشرة مع إيران يوم السبت المقبل من أجل التوصل إلى اتفاق نووي، وقال: "سيُعقد اجتماع كبير يوم السبت، ونحن نتفاوض مع الإيرانيين مباشرةً، ربما نتوصل إلى اتفاق، وسيكون هذا الأمر رائعاً بالنسبة إلى إيران. وسيكون الاجتماع على مستوى رفيع جداً". لم يتحدث ترامب عن مكان الاجتماع، لكنه حذّر: "إذا لم تنجح المحادثات، فستواجه إيران خطراً كبيراً، لأنه ممنوع أن تحصل على سلاح نووي. إذا لم تنجح المحادثات، أعتقد أنه سيكون يوماً سيئاً لإيران".
وفي حوار مع الصحافيين، أجاب ترامب عن أسئلتهم، قائلاً: " يتفق الجميع على أن الاتفاق الدبلوماسي سيكون أفضل من أيّ شيء آخر. وإذا لم يحدث ذلك، فسنضطر إلى إجراء المطلوب. آمل ألّا نقوم بشيء آخر، لأن الأمر سيكون خطِراً للغاية. وآمل بشدة أن تكون المحادثات جيدة، وهذا يصبّ في مصلحة إيران أيضاً".
وكان نتنياهو وصل من بودابست إلى البيت الأبيض على عجل، وصرّح في الأمس بكلام مختلف عمّا اعتاد قوله بشأن الموضوع النووي الإيراني. في الماضي، كان يتحدث عن منع إيران من الحصول على مواد مخصّبة تكفي لصنع قنبلة. لكنه قال هذه المرة "لدينا موقف موحّد بشأن عدم حصول إيران قط على سلاح نووي. وهذا يمكن أن يجري بالطريقة الدبلوماسية، يجب أن نتأكد من عدم حصول إيران على سلاح نووي".
وأعرب ترامب في تصريحاته عن رغبته في رؤية نهاية قريبة للحرب في غزة، وقال: "لدينا مشكلة مع المخطوفين، نحن نحاول إخراجهم. هذه العملية طويلة، لكن يجب ألّا تكون طويلة إلى هذا الحد". وأضاف: "آمل أن يحبني الإسرائيليون. نحن نحاول بقوة إخراج المخطوفين، والشعب الإسرائيلي يريد ذلك. ونحن نبحث في وقف إطلاق النار. إن نتنياهو زعيم كبير، ويعمل بقوة من أجل المخطوفين". فردّ عليه نتنياهو، قائلاً "لديّ شريك جيد".
ومن الموضوعات المهمة التي تطرّق إليها الاجتماع مسألة الرسوم الجمركية وقرار ترامب بشأن زيادتها على إسرائيل بنسبة 17%. في هذا الإطار، قال رئيس الحكومة إن "إسرائيل ستعمل على إزالة العجز التجاري، وسترفع القيود عن التجارة، وستكون نموذجاً". وعندما سُئل ترامب عمّا إذا كانت الولايات المتحدة تنوي رفع الرسوم المفروضة على البضائع الإسرائيلية، أجاب: "لست متأكداً من أنني سأخفّض الرسوم المفروضة على إسرائيل. نحن نهتم بأصدقائنا، وليس بأعدائنا. ونحن نساعد إسرائيل كثيراً بمليارات الدولارات. 4 مليارات دولار".
وسُئل ترامب عن خطته بشأن إخراج مليونَي غزّي من القطاع، لكنه أعطى حق الكلام بصورة مفاجئة لرئيس الحكومة نتنياهو الذي قال: "يجب إعطاء الناس حرية الاختيار. تحدّثنا مع دول مستعدة لاستقبال الغزّيين. وأعتقد أن هذا هو الأمر الصائب الذي يجب أن نفعله".
بعدها، قال ترامب: "إن غزة منطقة عقارية كبيرة، وسنكون شركاء فيها. الولايات المتحدة تسيطر وتدير. وهذا المكان رائع، ولا أحد يريد السكن فيه. فمعدل الوفيات في غزة لا يُصدّق، ولا أفهم لماذا تخلّت إسرائيل عنها. كان يتعيّن على إسرائيل عدم التخلّي عن هذه الأرض، وأعلم لماذا فعلت ذلك، لقد وعدوها بالسلام، لكن الأمور لم تسِر بصورة جيدة. وأصبحت هذه المنطقة من أخطر المناطق في العالم".
كذلك، بحث ترامب مع نتنياهو في تمركُز تركيا في سورية، وقال الأخير: "إننا لا نريد أن تستغل تركيا سورية كقاعدة لنشاطها. وتحدثنا عن كيفية منع وقوع مواجهات، وفي إمكان ترامب التوسط في الأمر". فردّ ترامب عليه، قائلاً "إنني سأساعدك في حلّ أيّ مشكلة ستواجهها مع تركيا. لديّ علاقات جيدة مع أردوغان". وتطرّق ترامب أيضاً إلى استمرار العمليات في اليمن، قائلاً: "لدينا مشكلة كبيرة مع الحوثيين. لقد كنا صارمين، ونجحنا، ووجّهنا ضربات قاسية إليهم".
وبحث ترامب ونتنياهو في مشكلة المخطوفين خلال الاجتماع، على خلفية الاقتراح المصري الجديد، والوضع على الجبهة اللبنانية، في ضوء المحادثات، وطواقم العمل لمناقشة ترسيم الحدود البرية ومسألة الأسرى اللبنانيين.