الأخبار الإيجابية التي صدرت عن لقاء ترامب نتنياهو
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • ثلاثة أخبار إيجابية، من وجهة النظر الإسرائيلية، صدرت عن الاجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو: الأول، أن الولايات المتحدة ستبدأ بإجراء مفاوضات مباشرة مع إيران يوم السبت في سلطنة عُمان من أجل تفكيك البرنامج النووي، وربما موضوعات أُخرى. وأكد الإيرانيون والأميركيون أن الاتصالات ستجري على مستوى رفيع، وستكون مفاوضات جوهرية (بينما أصرّ الإيرانيون على أنها ستكون غير مباشرة).
  • الأمر الإيجابي في هذا الخبر أن إيران لن تقوم بأيّ عمل حربي، ويبدو أنها ستحاول لجم وكلائها كي لا تخرّب المفاوضات. لكن قبل أن نصفق فرحاً، يجب أن نعلم أنها ستكون مفاوضات صعبة، فالإيرانيون تجار البازار من أصحاب الخبرة، وليسوا من صغار المحتالين، يمكن أن يخدعوا الولايات المتحدة،  وليس هناك ما يضمن نجاح المفاوضات. فمجرد البدء بالمفاوضات في الأشهر المقبلة معناه أننا لن نتعرض لتهديد حقيقي من إيران.
  • الخبر الثاني هو تعهُّد غامض من ترامب لرئيس الحكومة بأنه سيقوم لاحقاً بخفض الرسوم الجمركية التي فرضها في الأيام الأخيرة على إسرائيل. من غير الواضح إلى أيّ حدّ ستُخفّض ومتى، لكن نتنياهو تعهّد، في المقابل، بالاستيراد الحرّ من الولايات المتحدة من دون رسوم جمركية. كذلك، ستحرص إسرائيل على أن يكون الميزان التجاري بين البلدين متوازناً، وأن يميل لمصلحة الولايات المتحدة (حالياً، هو يميل لمصلحة إسرائيل).
  • البشرى الثالثة، أن الرئيس الأميركي مهتم بالمخطوفين فعلاً. ظهر ذلك في المونولوج الطويل الذي استشهد فيه بالمخطوفين وعائلاتهم التي التقاها، ومن الواضح أن قصص هؤلاء أغضبته وأثّرت في قلبه، وأنه يلتزم فعلاً إنقاذهم من الأسر، على الرغم من أنه من الواضح، حالياً، عدم وجود مخطط لصفقة جديدة، باستثناء المقترح المصري الذي يُعتبر إشكالياً، من وجهة نظر إسرائيل.
  • ثمة بشرى جيدة أُخرى، هي أن إسرائيل ستحصل على المساعدات العسكرية التي طلبتها من الولايات المتحدة، لكن لم يتضح ماذا قصد ترامب عندما قال إن إسرائيل ستحصل على 4 مليارات دولار، وهنّأ نتنياهو بذلك، قائلاً له "حظاً طيباً". يبقى أن نفهم هل هذا جزء من المساعدة الثابتة المتفق عليها، أم مساعدة إضافية.
  • كذلك، تعهّد ترامب استخدام علاقاته الشخصية الحميمة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمنع وقوع صراع  بين تركيا وإسرائيل على مناطق النفوذ وحرية العمل العسكري على الأراضي السورية. تجدر الإشارة إلى أن ترامب كان في هذا المؤتمر الصحافي موضوعياً، وملمّاً بالوقائع والأرقام، على الرغم من أنها لم تكن كلها دقيقة، ويمكن التحقق من صحتها، وبذل جهداً كبيراً لكي يوضح أن الهدف من فرض الرسوم على شركاء الولايات المتحدة في التجارة، هو أن يكون خطوة تسمح بنشوء ميزان تجاري جديد، وخصوصاً مع الكتل الاقتصادية الكبرى في آسيا وأوروبا، أي الصين واليابان وكوريا الجنوبية، ومع الاتحاد الأوروبي.
  • لقد قال ترامب، علناً، إنه "يريد ترتيب الطاولة من جديد"، ويمكن القول إنه يريد خلط الأوراق وإعادة توزيعها من جديد بصورة تسمح للولايات المتحدة أن تقلص، أو حتى تسدّ العجز التجاري الكبير لديها مع سائر دول العالم. لقد قال ترامب إن عدداً من زعماء العالم يدقّون بابه الآن للتحدث معه، وهو يرى أن هذا الأمر جيد. ومع ذلك، فإن الطريقة الجدية التي تحدّث بها الرئيس ترامب عن الموضوع تُظهر أنه خائف قليلاً، وربما كثيراً،  من ردات فعل الأسواق والبورصات على الحرب التجارية التي أعلنها منذ بداية الأسبوع الماضي.
  • لقد حاول ترامب أن يقول للعالم كله، ربما باستثناء الصين، "أردتُ أن أخيفكم فقط، وأن أُظهر لكم ماذا يمكن أن نفعل إذا لم تكن العلاقات التجارية بيننا منطقية، أو غير جيدة". كان الاستثناء العلاقة بالصين التي وجّه إليها إنذاراً، طالبها فيه بخفض الرسوم التي فرضتها، انتقاماً، على وارداتها من الولايات المتحدة. وقال ترامب: "إذا لم يخفضوا زيادة الرسوم حتى بعد ظهر الغد، فسنزيد الرسوم التي فرضناها عليهم، ويبدو أنه ينوي خوض مفاوضات صعبة مع الصينيين.
  • قال نتنياهو في خطابه القصير في المؤتمر الصحافي كلّ ما أراد ترامب سماعه. وكان يبدو أنه استعد لذلك جيداً، وحصل على كلّ ما يريده في حديثه مع الرئيس ترامب وطاقمه، وتصرّف كالتلميذ "المفضل عند أستاذه". لم يبتكر نتنياهو شيئاً، لكن تعابير وجهه كانت توحي أنه راضٍ جداً عن نتائج الاجتماع  بالرئيس الأميركي، على الرغم من أنه جرى التوصل خلاله إلى اتفاقات مبدئية، بينما يكمن الجيد والسيئ والخطر في التفاصيل التي ستبحثها طواقم المفاوضات.
  • يمكن القول إن نتنياهو كان محظوظاً لأنه جاء إلى البيت الأبيض، بينما كانت الولايات المتحدة خائفة قليلاً من ردة الفعل العالمية على الحرب التجارية التي أعلنها ترامب الذي كان من مصلحته أن يُظهر مرونته وانفتاحه، وخصوصاً مع الأصدقاء. مرة أُخرى، كان الحظ إلى جانب نتنياهو.