من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
وسّع الجيش الإسرائيلي بشكل كبير منطقته العازلة داخل غزة على طول منطقة الحدود مع القطاع، خلال العمليات العسكرية التي شنّها في الأسابيع الأخيرة، إذ من المقرر أن تشمل هذه المنطقة مدينة رفح بكاملها، أي ما يعادل نحو 20% من مساحة القطاع.
وتعمل قوات الجيش الإسرائيلي في الوقت الحالي على إنشاء ما يُعرف بممر "موراغ" بين رفح وخان يونس. وكان الجيش الإسرائيلي أصدر تحذيرات إخلاء لمنطقة رفح بكاملها قبل أسابيع.
وبمجرد الانتهاء من إنشاء ممر "موراغ"، ستمتد المنطقة العازلة الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة من الحدود مع مصر في منطقة محور فيلادلفيا وحتى مشارف خان يونس، على بُعد نحو 5 كيلومترات، لتشمل بذلك مدينة رفح ضمنها.
ويجري كذلك توسيع المنطقة العازلة في مناطق أُخرى على حدود قطاع غزة، من عدة مئات من الأمتار إلى نحو كيلومترين في معظم المناطق.
ويمكن رؤية المنطقة العازلة الموسعة على خرائط الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين خلال الأسابيع القليلة الفائتة.
وتبلغ مساحة هذه المنطقة نحو 75 كيلومتراً مربعاً، وتشكل خُمس مساحة القطاع، وعزلها قد يحوّل القطاع إلى جيب داخل إسرائيل، ويبعده كلياً عن الحدود مع مصر.
وكان الجيش الإسرائيلي طرد أغلبية السكان من هذه المنطقة، الذين بلغ عددهم نحو 200.000 قبل استئناف الحرب على غزة، وبعد استئناف الحرب في الشهر الماضي، طالب الجيش بقية السكان بالرحيل عن هذه المنطقة في اتجاه منطقتَي خانيونس والمواصي.
ومنذ بداية الحرب، امتنع الجيش الإسرائيلي من إدخال مدن بكاملها إلى المناطق العازلة التي كانت تشمل أراضي على طول الحدود مع القطاع، بينما جاء قرار تحويل منطقة رفح إلى "منطقة عازلة" في أعقاب قرار المستوى السياسي الإسرائيلي استئناف الحرب يوم 18 آذار/مارس الماضي، وعلى خلفية تصريح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل ستسيطر على مناطق كبيرة من القطاع.
وبحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية، فإن هدف هذه الخطة هو ممارسة ضغط جديد على حركة "حماس"، إذ يعتقد الجيش الإسرائيلي أن قيادة "حماس" ربما تكون موجودة في منطقة رفح، كذلك، ازداد الإدراك في الجيش أن إسرائيل لن تحصل على دعم دولي، ولا حتى من الولايات المتحدة، لاستمرار الحرب على غزة.
حالياً، يقوم الجيش الإسرائيلي بتوسيع ممر "موراغ" من خلال تدمير المباني على طول هذا الممر، بحيث سيكون عرضه مئات الأمتار، ويبلغ أكثر من كيلومتر في مواقع معينة.
وبحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية، لم يُقرَّر بعد ما إذا كانت ستُفرض السيطرة على هذه المنطقة كلها كـ"منطقة عازلة" بحظر دخول مدنيين إليها، مثلما هي الحال في مناطق عازلة أُخرى في القطاع، أم ستتم تسوية جميع المباني فيها بالأرض ومحو مدينة رفح.
وعلمت صحيفة "هآرتس" أيضاً أن هذه الخطة غير محصورة في منطقة رفح فقط، إذ إن الجيش الإسرائيلي يستولي على مواقع في "مناطق عازلة" على طول منطقة الحدود مع القطاع.
وقال ضابط إسرائيلي شارك في تدمير مبانٍ في "المنطقة العازلة" المحيطة بالقطاع، وفي ممر "نيتساريم"، لصحيفة "هآرتس": "لا يوجد مزيد مما يمكن هدمه في هذه المنطقة العازلة، ولم يعد أيّ مكان فيها لائقاً بسكن البشر، ولا حاجة إلى إدخال عدد كبير من الجنود إلى هذه الأماكن".
وبحسب إفادات جنود إسرائيليين حصلت عليها "هآرتس"، فإن "فرقة غزة" العسكرية رسمت خريطة لأماكن في "المنطقة العازلة" المحيطة بقطاع غزة بألوان الأحمر والأصفر والأخضر، وهي تدل على أن أكثر من 80% من المباني في هذه المنطقة دُمرت بالكامل. ويتم تعديل هذه الخريطة بين حين وآخر.
وفيما يخص تعليمات إطلاق النار، أشار أحد ضباط الاحتياط في لواء المدرعات إلى أنه لا يوجد نظام واضح لتعليمات إطلاق النار في أيّ مرحلة. وأضاف: "قررنا أن أيّ حركة لأشخاص هي حركة مشبوهة. وفي حال العثور على أيّ شخص يتحرك، كنا نطلق النار عليه من دون أيّ تمييز بين مدني ومقاتل. ولم يكترث أحد في الجيش لهذا الأمر. وقررنا أن الجميع مشتبه فيهم، ولا توجد أيّ تعليمات، أو مؤشرات إلى التمييز بين الفلسطينيين".