تقرير/ إسرائيل وتركيا تعتمدان آلية لتفادي الاحتكاك العسكري في سورية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

أكد مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، أمس (الخميس)، أن إسرائيل وتركيا شرعتا في بناء آلية مشتركة لتفادي الحوادث بين جيشَي البلدين في سورية، وذلك على غرار الآلية التي كانت قائمة سابقاً بين إسرائيل وروسيا في الساحة نفسها.

وجاء هذا التأكيد الإسرائيلي في أعقاب تصريحات لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان في سياق مقابلة مع قناة "سي إن إن" التركية، كشف فيها أن بلده يُجري حالياً محادثات فنية مع إسرائيل لتفادي الاحتكاك العسكري على الأراضي السورية.

وأضاف أن تركيا لا ترغب في خوض حرب مع أيّ دولة على الأراضي السورية، مشدداً على ضرورة أن تكون إسرائيل جزءاً من آلية منع التصعيد في المجال الجوي السوري، مثلما هي الحال مع روسيا وإيران والولايات المتحدة.

وقال فيدان: "من غير المقبول أن تفتعل إسرائيل استفزازات في سورية"، مشيراً إلى أن خطواتها لا تخدم المصالح الوطنية، لا لإسرائيل، ولا لسورية، لكنه أكد في الوقت نفسه أن أنقرة لا تنوي الانخراط في الصراع الدائر هناك، أو الدخول في مواجهة مع إسرائيل، أو غيرها من الدول.

من جانبه، حذّر مسؤول سياسي رفيع المستوى رافق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في زيارته إلى بودابست، من ازدياد الحضور التركي في سورية، مشيراً إلى أن إسرائيل لا تسعى لمواجهة مع تركيا، لكنها لن تسمح بترسيخ الوجود العسكري التركي من خلال قواعد جوية، أو بحرية، في المنطقة. وأضاف: "هناك خطوط حمراء، وإذا تم تجاوزها، فسنتحرك".

ويأتي هذا التوتر في ظلّ أنباء بشأن تدمير سلاح الجو الإسرائيلي لقدرات استراتيجية في قاعدة "T-4" الجوية في وسط سورية قبل أسبوعين، بعد تقارير عن مساعٍ تركية للسيطرة عليها، بالإضافة إلى استهداف قواعد في تدمر وحماة. ووفقاً لتقارير متعددة، ترغب تركيا في نشر أنظمة دفاع جوي في هذه القاعدة، التي كانت سابقاً تحت سيطرة جيش النظام السوري، وشُنّت عليها في الأعوام الماضية عدة ضربات نُسبت إلى إسرائيل.

وتشير التقديرات السائدة في إسرائيل إلى أن تركيا تواصل حشد قواتها في منطقة الحدود مع سورية، وهو ما يثير مخاوف مضاعفة في إسرائيل من نياتها التوسعية في سورية. وفي الفترة الأخيرة، نفّذت إسرائيل نحو 20 غارة على سورية، بينها استهداف متكرر لقاعدة "T-4"، في مسعى للحفاظ على التفوق الجوي في المنطقة.

هذا وأكدت إسرائيل في بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة أمس إجراء محادثات مع تركيا بشأن سورية. وأوضح البيان أن وفداً سياسياً أمنياً، برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، اجتمع بوفد تركي في أذربيجان أول أمس (الأربعاء). وبحسب البيان، فإن كل طرف عرض مصالحه في المنطقة، وتم الاتفاق على مواصلة مسار الحوار للحفاظ على الاستقرار الأمني.

في موازاة ذلك، قال مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة "سكاي نيوز عربية" إن القدس ترفض رؤية قوات تركية على حدود منطقة الجولان. وأضاف أن إسرائيل لن تقبل وجود أيّ قوة عسكرية في سورية قد تشكل خطراً عليها. كما أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في المنطقة العازلة ما دامت سورية دولة ضعيفة.

 

 

المزيد ضمن العدد