فصول من كتاب دليل اسرائيل






قبل ساعات قليلة من دخول عطلة السبت وعيد الفصح العبري [يبدأ اليوم الأحد]، تصاعدت نبرة الاحتجاجات داخل إسرائيل من جديد، مع قيام مجموعة من الجنود السابقين في تشكيلات الاحتياط ضمن وحدات مختلفة من الجيش، وفي أعقاب نشر ضباط سلاح الجو وجنوده رسالة دعم لدعوات إنهاء الحرب في غزة والعمل الفوري على إطلاق سراح جميع المخطوفين لدى حركة "حماس"، وعددهم 59.
ولم تتضمن الرسالة، التي نُشرت صباح أول أمس (الجمعة)، دعوة إلى رفض الخدمة، أو التمرد، لكنها شددت على ضرورة أن تضع القيادة السياسية والعسكرية تحرير المخطوفين في رأس سلّم أولوياتها.
ولم يتأخّر ردّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إذ أصدر بياناً شديد اللهجة، هاجم فيه الموقّعين، قائلاً: "مرة أُخرى، الرسائل نفسها، مرة باسم الطيارين، ومرة باسم جنود البحرية، ومرة باسم آخرين. لكن الجمهور لم يعد يصدق أكاذيبهم التي تُردّدها وسائل الإعلام".
ووصف نتنياهو الموقّعين بأنهم "حفنة من الأعشاب الضارة، تديرها جمعيات ممولة من الخارج، هدفها الوحيد هو إسقاط حكومة اليمين"، مضيفاً: "هذا ليس تياراً، ولا ظاهرة جماهيرية، بل مجرّد مجموعة صغيرة وصاخبة من المتقاعدين الفوضويين المنفصلين عن الواقع، ومعظمهم لم يخدم في الجيش منذ سنوات".
وختم نتنياهو بالتحذير من ترويج ما وصفه بـ"التمرد المغلف"، مؤكداً أن كل مَن يشجع على رفض الأوامر العسكرية سيتم إقصاؤه فوراً. وقال: "إن الجيش يقاتل، والجيش ينتصر، ونحن جميعاً نقف خلفه".
تجدر الإشارة إلى أنه بعد الاحتجاجات التي أطلقها طيارو سلاح الجو وضباط سلاح البحرية في الجيش الإسرائيلي، برزت أول أمس موجة احتجاجية جديدة داخل وحدات الاحتياط التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"]، بمشاركة ضباط في الخدمة الفعلية وآخرين متقاعدين، دعوا من خلالها الحكومة إلى إبرام صفقة لاستعادة المخطوفين، وإن تطلّب الأمر وقف القتال في قطاع غزة.
وجاء في بيان الضباط: "إن استمرار الحرب يخدم مصالح سياسية وشخصية، وليس أهدافاً أمنية حقيقية، بل إنه يعرّض حياة الجنود والمخطوفين والمدنيين الأبرياء للخطر. إن الضغط العسكري لم يعد يجدي نفعاً، والسبيل الوحيد إلى استعادة المخطوفين بسلام هو التوصل إلى اتفاق. كلّ لحظة تأخير تُعدّ وصمة عار".
وأفاد منظمو الرسالة بأنهم جمعوا فعلاً مئات التواقيع، ويعتزمون نشر إعلان احتجاجي على غرار ما فعله ضباط سلاح الجو.
في موازاة ذلك، وقّع نحو 1900 أكاديمي من مؤسسات التعليم العالي عريضة دعم لموقف الطيارين، وكتبوا فيها: "إن الحرب تخدم، حالياً، مصالح سياسية وشخصية، لا اعتبارات أمنية".
هذا وانتقد العقيد احتياط أرنون شرعابي، أحد الموقّعين لرسالة الطيارين، قرار قائد سلاح الجو اللواء تومر بار، والمدعوم من رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال إيال زامير، بشأن إقصاء الضباط الموقّعين عن الخدمة الاحتياطية، مؤكداً أن مَن يعبّر عن رأيه كمواطن لا يجب أن يعاقَب.
وقال شرعابي الذي أنهى خدمته الاحتياطية بسبب سنّه في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أول أمس: "المؤلم أن الحكومة تجاهلت مساراً أقرّته بنفسها لوقف القتال واستعادة المخطوفين، وكان كفيلاً بتخفيف معاناة الناس". وأضاف: "إن قرار إقصاء الموقّعين لا يُضعف الجيش فحسب، بل أيضاً يهدد وحدة سلاح الجو".
وختم شرعابي قائلاً: "إن رسالتنا لا تدعو إلى رفض الأوامر العسكرية. نحن كمواطنين نُعبّر عن موقف أخلاقي واضح، وأيّ محاولة للانتقام من ضباط احتياط بسبب آرائهم هو تصرّف مرفوض وخطِر".