قال مصدر أمني في القدس مساء أمس إنهم في إسرائيل "لا يعرفون ماذا يريد ترامب فعلاً، والقلق الأساسي هو عدم معرفة ما هي خطوطه الحمراء، وحتى نتنياهو لا يعرف فعلاً."
وكان الرئيس الأميركي قد هدد أمس طهران بمهاجمة منشآتها النووية، وأعرب عن إحباطه إزاء محاولة طهران التحايل، وجاء ذلك قبل جولة المفاوضات المقبلة بين مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عراقجي، والتي من المنتظر أن تُعقد في روما، لكن بحسب وزارة الخارجية الإيرانية، فإنها ستُعقد في مسقط، عاصمة عُمان. وحذّر ترامب الإيرانيين قائلاً: "يتعين عليهم حل المشكلة بسرعة كبيرة"، مضيفاً "ببساطة لا يمكنهم الحصول على سلاح نووي. هم قريبون جداً من هذا السلاح لكنهم لن يحصلوا عليه. وإذا احتجنا إلى اتخاذ إجراء قاسٍ جداً، فإننا سنقوم به. وأنا لا أفعل هذا من أجلنا، بل أيضاً من أجل العالم كله. هؤلاء أشخاص متطرفون ولا يمكنهم الحصول على سلاح نووي." ودعا ترامب إيران إلى التخلي عن "نظرية السلاح النووي"، وتعهد إذا فعلت ذلك، فإنها ستصبح "دولة عظيمة".
وأوضح المصدر الإسرائيلي أنه إذا "ذهبت الولايات المتحدة إلى اتفاق سيء، فإن هذا سيكون سيئاً جداً بالنسبة إلى إسرائيل، وسيقيد يديها، لأنها لن تكون قادرة على الهجوم." وأضاف المصدر أن إسرائيل قلقة من التركيز الأميركي على الموضوع النووي فقط، وليس على برنامج الصواريخ الإيراني التقليدي أو التنظيمات والأذرع، وبينها الحوثيون الذين يواصلون قصف إسرائيل على خلفية تجدد القتال في غزة. وخلص المصدر إلى القول: "لا يوجد خيار ثالث؛ إمّا نزع البرنامج النووي عبر اتفاق، وإمّا الهجوم العسكري. الإيرانيون ماكرون، والقلق الإسرائيلي مبرَر."
وتجدر الإشارة إلى أن المحادثات التي بدأت في نهاية الأسبوع الماضي جاءت على خلفية القلق في إسرائيل والولايات المتحدة إزاء التقدم الكبير الذي حققته إيران في برنامجها النووي في السنوات الأخيرة. ومنذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الأصلي سنة 2018، خرقت إيران كل القيود التي فرضتها على نفسها، بالإضافة إلى القيود الكثيرة التي فرضها المفتشون الدوليون للطاقة النووية على نشاط إيران التي ما زالت تُرَاكِمُ مزيداً من اليورانيوم المخصب على درجة 60%، والطريق من هنا إلى بلوغ نسبة تخصيب 90% المطلوبة للسلاح النووي سريعة وسهلة، وبحسب التقديرات، فإنه في إمكان إيران أن تستكمل ذلك في غضون أسبوع فقط.