لماذا البحرين مهمة؟
المصدر
المؤلف

 

  • زيارة الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة إلى إسرائيل، والذي يشغل منصب نائب وزير الخارجية ورئيس معهد "دراسات" في البحرين، عرّفت الإسرائيليين على البحرين. قد يستغرب البعض، لماذا البحرين بالذات؟ ولماذا يهتم بها الغرب إلى هذا الحد؟
  • صحيح أن البحرين انضمت إلى الإمارات ضمن إطار اتفاقات التطبيع مع إسرائيل تحت غطاء "اتفاقات أبراهام" قبل عام، لكنها بالإضافة إلى ذلك تمتاز ببعض الصفات التي تحولها من ناحية استراتيجية إلى إحدى أهم الدول اليوم في منطقة الخليج، في ظل توترات إقليمية، وخصوصاً في مواجهة تهديد مشترك هو إيران.
  • من ناحية، كانت البحرين هدفاً دائماً للتوسع الإيراني بما يشبه التهديد على إسرائيل. رئيس تحرير صحيفة "كيهان"، الذي يعمل بوقاً رسمياً للمرشد الأعلى علي خامنئي، كتب في سنة 2007 "البحرين هي جزء من الأراضي الإيرانية". علي أكبر نوري مستشار خامنئي، الذي ترشح على الرئاسة في إيران في سنة 1997، وصف البحرين بأنها المحافظة الـ14 من إيران. هذا الأمر يذكّر بخطاب الرئيس العراقي صدام حسين في سنة 1990 عندما وصف الكويت بأنها المحافظة الـ19 للعراق، بينما كانت قواته تغزو أراضيها وتحتلها.
  • ثمة تهديد آخر يتعلق بالرغبة الإيرانية في التوسع وهو إقامة فرع لحزب الله في البحرين. نحو 70% من سكان البحرين من المسلمين الشيعة. وقد قام "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني بتجنيد عناصر معادية من هؤلاء السكان للقيام بعمليات ضد العائلة المالكة. وفي سنة 2018 اتُّهم نحو 169 شخصاً في البحرين بإقامة "حزب الله البحريني".
  • من جهة ثانية، الأسطول الأميركي قدم مظلة دفاع عن الدولة. في سنة 1995 شكلت الولايات المتحدة الأسطول الخامس ووضعت قيادته في العاصمة البحرينية المنامة. وكان هذا الأسطول مسؤولاً عن كل القوات البحرية الأميركية في منطقة الخليح والمحيط الهندي.
  • وفي وقت تبدو البحرين اليوم ضرورية، ليس فقط لعمليات عسكرية أميركية في الخليج بل أيضاً في القرن الأفريقي، هناك أصوات سياسية في الولايات المتحدة تطالب بإخراج القواعد الأميركية من هناك. بعد انسحاب الولايات المتحدة نهائياً من أفغانستان وتقليص قواتها في العراق، سيكون لذلك تداعيات إقليمية مهمة- الانسحاب من القاعدة البحرية في البحرين سيزيد في زعزعة الاستقرار في الخليج، ومثل هذه الخطوة سيُعتبر هدية أيضاً إلى إيران وإلى حزب الله، وسيؤثر بصورة كبيرة في إسرائيل أيضاً.
  • عند الانتهاء من التوصل إلى الاتفاق النووي الإيراني في سنة 2015، ادّعت مصادر كثيرة في الولايات المتحدة أن الاتفاق هو بداية عهد جديد من الاعتدال الإيراني. لكن ما حدث فعلاً كان العكس تماماً- فقد ذكر بحث نشره هذا العام معهد طوني بلير في لندن أن افتراض الاعتدال الإيراني كان كذبة. فعلياً ارتفع عدد الميليشيات الإيرانية في الشرق الأوسط. رفع العقوبات في سنة 2015 سمح بالحصول على الأموال اللازمة لنشر الإرهاب في الشرق الأوسط: المشكلة التي تضطر البحرين وإسرائيل إلى مواجهتها. نائب الوزير آل خليفة شدد في كلامه خلال زيارته إلى إسرائيل على أنه مثلما جرى في سنة 2015، أي اتفاق نووي يعتمد على الافتراضات عينها سيشكل خطراً على المنطقة كلها.
  • التمسك الدولي بالبحرين لا يعتمد على اعتبارات عسكرية فقط، بل ينطوي على مصالح أوسع بكثير: في الأعوام الأخيرة تحولت البحرين إلى مركز للاعتدال الديني في الشرق الأوسط. وأقيم فيها كنيس جديد، كما افتتح الرئيس الهندي معبداً هندياً في سنة 2019.
  • يُعتبر الصراع على البحرين علامة فارقة في الشرق الأوسط، حيث يتقاتل التطرف مع الاعتدال السياسي.