قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تؤيد قرار الولايات المتحدة القاضي بوقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ["الأونروا"]، ووصفها بأنها وكالة تكريس مشكلة اللاجئين.
وأضاف نتنياهو، في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال زيارة قام بها أمس (الأحد) إلى بلدة "ياد بنيامين" في السهل الداخلي في مناسبة افتتاح العام الدراسي الجديد، أن العدد الحقيقي للاجئين الفلسطينيين هو أقل بكثير عما تبلغ عنه "الأونروا"، ودعا إلى استخدام الأموال لمنح اللاجئين مساعدة حقيقية من أجل تحسين أوضاعهم.
وأشار نتنياهو إلى أن إسرائيل استوعبت منذ إقامتها مئات الآلاف من أبناء الشعب اليهودي بمن في ذلك الذين نجوا من براثن الوحش النازي وآخرون أتوا من الدول العربية، الأمر الذي لم يحدث بالنسبة إلى الفلسطينيين.
وكانت الإدارة الأميركية أعلنت يوم الجمعة الفائت أن الولايات المتحدة لن تُموّل بعد اليوم وكالة "الأونروا"، واتهمتها بأنها منحازة بشكل لا يمكن إصلاحه.
وقالت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأميركية في بيان صادر عنها إن إدارة الرئيس دونالد ترامب قررت بعدما درست بعناية المسألة ألا تقدّم بعد اليوم مساهمات إضافية إلى هذه الوكالة الأممية.
وأعربت معظم الأوساط السياسية في إسرائيل، مساء أول أمس (السبت)، عن ارتياحها من هذا القرار الأميركي.
وجاء في بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن إسرائيل تدعم هذا الإجراء الأميركي. وأضاف أن تثبيت اللجوء الفلسطيني بواسطة "الأونروا" هو إحدى الإشكاليات الأساسية التي تديم النزاع مع الفلسطينيين إلى الأبد، وأكد أن من المفضل تحويل هذه الأموال إلى جهات أخرى تصرفه على رفاهية السكان وليس من أجل إبقاء قضية اللجوء أبدية.
وقال وزير المواصلات وشؤون الاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس [الليكود] إن "الأونروا" منظمة من أجل إبقاء قضية اللاجئين الفلسطينيين ومطلب حق العودة إلى الأبد، وحان الوقت للبحث عن سبل أخرى بديلة من أجل تقديم المساعدة المباشرة للمواطنين المحتاجين من وجهة نظر إنسانية فقط، وبما يتناسق مع الموقف الإسرائيلي الذي ينفي حق العودة الفلسطيني.
وقال عضو الكنيست يائير لبيد، رئيس حزب "يوجد مستقبل" المعارض، إن "الأونروا" مسؤولة عن حقيقة أن 750.000 لاجئ أصبحوا الآن 5.5 مليون لاجئ وهميين لم يُطردوا من أي مكان إطلاقاً، وأكد أن هذه الوكالة فقدت منذ فترة طويلة الهدف الذي أنشئت من أجله.
في المقابل قالت السلطة الفلسطينية إنها تدرس إمكان التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في إثر هذا القرار الأميركي.
وقال الناطق بلسان الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن هذا التوجه يرمي إلى اتخاذ قرارات ضرورية لمنع تفجر الأوضاع. وأضاف أن "الأونروا" تأسست بقرار صادر عن الجمعية العامة ينص على استمرار دورها حتى إيجاد حل لقضية اللاجئين. وأعرب عن اعتقاده بأن القرار الأميركي لا يخدم السلام بل يعزز الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن القرار الأميركي لن يؤدي أبداً إلى تفكيك الوكالة وتهميش ملف اللاجئين كما يأمل الرئيس دونالد ترامب. وأضاف أنه على العكس، سيؤدي هذا القرار إلى ردات فعل قوية من الدول التي لن تقبل بسياسة البلطجة الأميركية حيال اللاجئين الفلسطينيين.
ووصف الاتحاد الأوروبي القرار الأميركي بأنه مؤسف، ودعا الولايات المتحدة إلى إعادة النظر فيه.
وأكد الاتحاد في بيان صادر عنه أن ممثليه في الجمعية العامة سيواصلون مناقشة الموضوع لضمان استمرار تقديم المساعدات الناجعة إلى الفلسطينيين.
ونددت وكالة "الأونروا" بقرار واشنطن قطع المساعدات عنها، ورفضت الانتقادات الأميركية الموجهة إليها.
وقال المتحدث باسم الوكالة كريس غونيس، في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن الوكالة ترفض الانتقاد الموجه إليها بأنها منحازة بشكل لا يمكن إصلاحه.
كما أعرب السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أسفه لقرار واشنطن وقف مساعداتها لوكالة "الأونروا".
وقال بيان صادر عن الناطق بلسان غوتيريش إن "الأونروا" تحظى بثقة السكرتير العام الكاملة، وأشار إلى أنها تقدم خدمات أساسية للاجئين الفلسطينيين وتساهم في إحلال الاستقرار في المنطقة.
ودعا البيان الدول الأخرى إلى المساعدة في سد العجز المالي الذي تواجهه "الأونروا" حتى تتمكن من الاستمرار في تقديم مساعدتها الحيوية للفلسطينيين.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن القرار الأميركي يفتقر إلى المسؤولية والحس الإنساني والأخلاقي.
وحمّل أبو الغيط الولايات المتحدة المسؤولية عن الأضرار الكبيرة التي ستمس بنحو 5 ملايين لاجئ فلسطيني، وشدّد على أن القرار سيعقّد المشاكل في الشرق الأوسط، ولن يساعد في جلب الاستقرار إلى المنطقة.
من ناحية أخرى قالت مصادر سياسية رفيعة في القدس إن الإدارة الأميركية طلبت قبل نحو 3 أشهر وضمن قيامها بمراجعة نشاط وكالة "الأونروا"، الاطلاع على الموقف الإسرائيلي بهذا الشأن، وكان الموقف الإسرائيلي آنذاك هو أن توقف الإدارة الأميركية المساعدات المالية للوكالة في الضفة الغربية وتعمل على إدخال منظمات أخرى بدلاً منها، وألاّ تقلص من ميزانية الوكالة في قطاع غزة لأنه من غير الممكن أن تتولى منظمة أخرى مهماتها في القطاع.