قام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والوزراء، أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية - الأمنية، أمس (الثلاثاء)، بجولة ميدانية في هضبة الجولان، حذروا خلالها أعداء إسرائيل في منطقة الحدود الشمالية من اختبار قدراتها، وأكدوا أن الجيش الإسرائيلي جاهز لجميع السيناريوهات.
واستمع رئيس الحكومة والوزراء، خلال الجولة، إلى تقارير بشأن آخر الأوضاع الأمنية في تلك المنطقة قدّمها كل من رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوت، وقائد المنطقة العسكرية الشمالية اللواء يوئيل ستروك. وتطرقت هذه التقارير إلى جاهزية الجيش الإسرائيلي لمواجهة التهديد المستمر الذي تشكله منظمة حزب الله، وقوات أُخرى مدعومة من إيران، على طول منطقة الحدود الشمالية.
وذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن هذه الجولة الميدانية أُقيمت في إطار تعميق معرفة الوزراء بشأن الأوضاع الأمنية.
وقال نتنياهو في ختام الجولة إن إسرائيل تسعى للسلام، لكنها مستعدة لجميع السيناريوهات، ونصح بألاّ يختبرونها.
وقال وزير المواصلات يسرائيل كاتس إن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله سيرتكب خطأ فادحاً إذا واصل سياسته العدوانية حيال إسرائيل، كموفد لنظام طهران. وأكد أنه في حال اندلاع مواجهة مع الجيش الإسرائيلي سيتم توجيه ضربة قاصمة إلى حزب الله وسيلحق بلبنان دمار شامل.
وجاءت هذه الجولة في خضم تصاعد التوتر مع لبنان، جرّاء قيام إسرائيل بإقامة جدار حدودي، وفي إثر التحذيرات الإسرائيلية من أن إيران تقوم، من خلال حزب الله، بتحويل الدولة اللبنانية إلى قاعدة لتصنيع الصواريخ، بهدف مهاجمة الأراضي الإسرائيلية.
من ناحية أُخرى، عقد رؤساء: الجمهورية (ميشال عون)، والحكومة (سعد الحريري)، ومجلس النواب (نبيه بري)، في لبنان، اجتماعاً أمس، لمناقشة سبل مواجهة انتهاك إسرائيل الأراضي اللبنانية، عن طريق إصرارها على إقامة جدار إسمنتي عبر الحدود الجنوبية، وفي نقاط معينة على الخط الأزرق، وهي الحدود المعترف بها دولياً بين البلدين. كما ناقشوا النزاع على المياه قبالة سواحل البلدين إذ يُعتقد وجود احتياطات غاز طبيعي.
واختتم عون والحريري وبري اجتماعهم باتخاذ قرار يقضي بمواصلة اتخاذ إجراءات ضد الجدار الحدودي الإسرائيلي في المحافل الدولية.
وذكرت شبكة التلفزة الإسرائيلية "حداشوت" [القناة الثانية سابقاً] أول أمس (الاثنين)، أن حزب الله هدد بمهاجمة وحدات تابعة للجيش الإسرائيلي تعمل على الحدود.
وأضافت الشبكة أن هذا التهديد جاء في رسالة تسلمتها قوة الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة العاملة في لبنان ["اليونيفيل"]، وخشية حدوث تصعيد محتمل قامت بتمرير الرسالة إلى السفيرين الأميركي والفرنسي في إسرائيل، اللذين قاما بإطلاع ديوان رئاسة الحكومة في القدس عليها.
وأشارت إلى أنه، ردّاً على ذلك، وجهت الحكومة الإسرائيلية رسالة تهديد قالت فيها إنها تعمل على أراضيها السيادية، وتماشياً مع قرار مجلس الأمن الدولي الذي تم اعتماده بعد انسحاب إسرائيل من لبنان سنة 2000. وأشارت إلى أن إسرائيل لا تعتزم وقف أعمال إقامة الجدار، وإلى أن حزب الله سيدفع ثمناً باهظاً إذا حاول تأجيج التوتر.