خطاب بنس في الكنيست هو أيديولوجي- ديني أكثر منه تصريح سياسي
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف

•لم يكن هناك جديد حقيقي في خطاب نائب رئيس الولايات المتحدة مايكل بنس الذي ألقاه أمس [الإثنين] في الكنيست. لكن على الرغم من ذلك، فقد كان حدثاً مهماً بالنسبة إلى الدولة اليهودية وإلى مواطنيها. فالكلام الذي قاله نائب الرئيس الحالي للولايات المتحدة ولغة جسده التي رافقت كلامه، يدلان على وجود مؤيد لإسرائيل قلباً وروحاً، في البيت الأبيض، وانطلاقاً من إيمان عميق.  

•في كل عبارة قالها بنس ظهر واتضح التزامه بأمن دولة اليهود في الشرق الأوسط وازدهارها. وأنا استخدم مصطلح "دولة اليهود" لأن خطاب نائب الرئيس الأميركي كان إيديولوجياً- دينياً - انفعالياً، أكثر منه تصريح سياسي. بعد ان استمعت إليه أنا مقتنع، وأعتقد أنه في إمكاننا أن نكون جميعاً مقتنعين، بأنه ما دام مايكل بنس في البيت الأبيض مع ترامب، أو من دونه، فإننا نضمن دعم واشنطن الذي لا يتزعزع لنا.

•ولهذه الحقيقة أهمية بالنسبة إلينا. قبل كل شيء بسبب وجود احتمال ألاّ يُكمل ترامب ولايته كرئيس لسبب أو لآخر. إن احتمال حدوث ذلك ليس كبيراً، لكن يجب أن نأخذه في الاعتبار.

•السبب الثاني هو أن له تأثيراً في الرئيس ترامب، ولديه قاعدة انتخابية كبيرة ملتزمة وسط المسيحيين الإنجليين في الولايات المتحدة. مايكل بنس ليس مجرد سياسي يحظى بالتأييد، بل هو أحد قادة هذا الجمهور، ويملك قوة سياسية ونفوذاً  داخل البيت الأبيض، ليس فقط خلال فترة ولاية رئيس محافظ مثل ترامب، بل أيضاً خلال فترة ولاية أوباما وحكم الحزب الديمقراطي.

•بناء على ذلك، من المعقول الافتراض أن زيارة بنس الحالية إلى الشرق الأوسط تهدف إلى حصوله على  نقاط إضافية وسط ناخبيه، كما تهدف إلى ابراز كفاءته في معالجة الشؤون الخارجية للولايات المتحدة.

•ليس صعباً أن نرى أن زيارة نائب الرئيس الأميركي للمنطقة، وخصوصاً لإسرائيل، تخدم جيداً الطرفين. بنس يحصل على تقوية مكانته بين ناخبيه، وتقوية وضعه كسياسي يهتم بالمسائل الخارجية. وإسرائيل تستفيد من إظهار التأييد للشعب اليهودي وللفكرة الصهيونية من جانب الدولة العظمى المهمة في العالم. 

•من المعقول الافتراض أنه ستكون لإعلان التأييد نتائج مهمة على صعيد الأمن القومي، وعلى صعيد التأييد السياسي الذي ستحصل عليه دولة إسرائيل. هناك موضوعان سياسيان- أمنيان يحتلان مركزاً أساسياً في زيارة نائب الرئيس إلى الشرق الأوسط: الأول حل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، والثاني الخطر الذي تشكله إيران على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

•في مسألة النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، قام بنس بأمر واحد في خطابه في الكنيست، كما في محادثاته مع الرئيس المصري السيسي، ومع العاهل الأردني الملك عبد الله، إذ أبقى الباب مفتوحاً أمام المفاوضات. قد يبدو هذا الأمر مفروغاً منه، لكن في ضوء المقاطعة الفلسطينية، وخطاب أبو مازن بشأن إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، وفي ضوء احتجاج ملك الأردن، يمثل تصريح بنس في الكنيست دليلاً على أن الولايات المتحدة لا تزال تنوي مواصلة البحث عن عملية تسوية خلاّقة للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني.

•فيما يتعلق بإيران، رسم بنس لأول مرة سياسة شاملة لكبح طموح إيران لتحقيق هيمنة دينية واستراتيجية في الشرق الأوسط، وكبح طموح آيات الله للقضاء على دولة إسرائيل. لقد شرح جميع مكونات السياسة والاستراتيجية الأميركية من أجل كبح إيران، وبدأ بتحسين الاتفاق النووي، وانتهى بدعوة الشعب الإيراني إلى الثورة على النظام الديني القمعي.

•يتعين علينا عدم الذهاب بعيداً في الحماسة، إن الإدارة الأميركية الحالية لا تمتاز بالتمسك بوعودها ولا بسياسة واضحة، وخصوصاً في الساحة الدولية. لكننا نعرف اليوم، تقريباً، ما هي السياسة التي تنتهجها واشنطن حالياً إزاء إيران، ونستطيع أن نكون أكيدين أنه بحسب بنس، أن هذه هي السياسة والاستراتيجيا هما اللتان سينتهجهما الأميركيون في المستقبل أيضاً.