قال السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان إنه طرأ تقدّم على الاتصالات الجارية بشأن تسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، بالرغم من أن الخطة للتوصل إلى اتفاق حول هذه التسوية [التي يعكف الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إعدادها] ستنشر في الأشهر القريبة المقبلة، لكنه في الوقت عينه أكد أنه يرى المستوطنات في المناطق [المحتلة] بصفتها جزءاً من إسرائيل.
وجاءت أقوال فريدمان هذه في سياق مقابلة أجراها معه موقع "واللا" الإلكتروني أمس (الخميس)، وأشار فيها أيضاً إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي 242 الذي صدر عقب حرب حزيران/ يونيو 1967، يُعدّ القرار الدولي الجوهري الوحيد الذي يتفق عليه الجميع لأنه شمل حق إسرائيل في حدود آمنة. وأضاف أن حدود إسرائيل حتى تلك الحرب لم تكن آمنة في نظر الجميع، وأنه في أي تسوية مستقبلية ستحتفظ إسرائيل بجزء من أراضي يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، لكنها ستعيد أراضي غير مطلوبة للحفاظ على أمنها.
وشدّد فريدمان على أنه لم يكن أمام إسرائيل خيار سوى تبني مفهوم يتعلق بضرورة توسعة حدودها نحو أراضي الضفة الغربية، لكن ليس نحو كل هذه الأراضي وهذا هو ما فعلته إسرائيل بالضبط. وأشار إلى أن إسرائيل تسيطر على 2% فقط من أراضي الضفة الغربية، وإلى أن هذا الأمر يتطابق برأيه مع القرار 242 ويشكل الأساس لأي تسوية مع الفلسطينيين.
وأعرب عن تفهمه لإقامة المستوطنات في المناطق [المحتلة]، وقال إنه من الواضح أن ثمة اعتبارات أمنية مهمة لهذه المستوطنات وهي مهمة من النواحي القومية والتاريخية والدينية.
وامتنع فريدمان عن تقديم إجابة واضحة على سؤال حول إخلاء قسم من المستوطنات في إطار أي تسوية مستقبلية، واكتفى بالقول "سننتظر ونرى". كما رفض الالتزام بأي موعد لمثل هذه التسوية وأكد أن الإدارة الأميركية تحاول التعاطي مع كل الأمور بصورة صحيحة وغير متسرعة.
وكان فريدمان شارك في الاجتماع الذي عقد أول من أمس (الأربعاء) بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى عملية السلام جيسون غرينبلات والذي طرح خلاله نتنياهو رفض الفلسطينيين إدانة العملية الإرهابية التي ارتكبت في مستوطنة هار أدار والمناشدة الفلسطينية لمحاكمة إسرائيليين في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وانضمام السلطة الفلسطينية إلى منظمة الإنتربول الذي يخالف الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل.
وقال نتنياهو خلال الاجتماع إن ممارسات القيادة الفلسطينية خلال الأيام الأخيرة تلحق ضرراً كبيراً بفرص تحقيق السلام، وأكد أن الحرب الدبلوماسية الفلسطينية لن تمر مرور الكرام.