هيئة السجون الإسرائيلية: عدد السجناء الفلسطينيين المضربين عن الطعام 1100 سجين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أعلنت هيئة السجون الإسرائيلية الليلة الماضية أن عدد السجناء الفلسطينيين الأمنيين المضربين عن الطعام يبلغ 1100 سجين، وأكدت أنها بدأت باتخاذ إجراءات وصفتها بأنها انضباطية بحق هؤلاء المضربين، كما قامت بنقل عدد منهم إلى العزل الانفرادي.

وقالت مصادر فلسطينية إن نحو 1500 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية بدأوا أمس (الاثنين) إضراباً مفتوحاً عن الطعام استجابة لدعوة الأسير مروان البرغوثي. 

وأضافت هذه المصادر أن هذا الإضراب المفتوح يأتي احتجاجاً على الظروف السيئة وسياسة الاحتجاز من دون محاكمة التي تطبقها إسرائيل على آلاف الفلسطينيين منذ ثمانينيات القرن العشرين الفائت.

ويقود الإضراب مروان البرغوثي (58 عاماً) وهو عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ومحكوم عليه بالسجن مدى الحياة خمس مرات بعد إدانته بقتل إسرائيليين في الانتفاضة الثانية التي اندلعت سنة 2000 واستمرت إلى سنة 2005.

ونشر البرغوثي أمس مقال رأي في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قال فيه إن الإضراب هو السبيل الوحيد لتحقيق مطالب الأسرى بعد أن فشلت الخيارات الأخرى.

وكتب البرغوثي أنه من خلال الإضراب عن الطعام يسعى السجناء الفلسطينيون لإنهاء الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم. وأضاف أن السجناء والمعتقلين الفلسطينيين يعانون من التعذيب والمعاملة المهينة وغير الإنسانية ومن الإهمال الطبي، كما أن بعضهم قُتل وهو رهن الاعتقال.

وقال بيان صادر عن نادي الأسير الفلسطيني إن إسرائيل تحتجز نحو 6500 فلسطيني في 22 سجناً. وأوضح البيان أن المطلب الرئيسي للإضراب هو أن توقف إسرائيل احتجاز أكثر من 500 فلسطيني إدارياً من دون محاكمة فضلاً عن إنهاء الحبس الانفرادي. كما يطالب المضربون عن الطعام بتحسين الرعاية الطبية وإطلاق سراح السجناء المعوقين أو الذين يعانون من أمراض مزمنة وإتاحة إمكان مشاهدة المزيد من القنوات التلفزيونية وتوفير مزيد من الاتصالات الهاتفية مع الأقارب وزيادة عدد زيارات العائلات.

وجرت أمس مسيرة كبيرة في غزة تضامناً مع الإضراب، كما انطلقت تظاهرة تضامن مع السجناء بالقرب من مدينة بيت لحم حيث اشتبك عدد من المتظاهرين الفلسطينيين مع قوات الجيش الإسرائيلي.

في المقابل ذكر بيان صادر عن هيئة السجون الإسرائيلية أنه تم الليلة الماضية نقل البرغوثي من سجنه في وسط إسرائيل إلى سجن آخر في الشمال وعُزل عن السجناء الآخرين. 

وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد إردان [الليكود] إن إضراب سجناء أدينوا بشن هجمات أو التخطيط لشن هجمات تستهدف إسرائيل له دوافع سياسية ولذلك يتضمن مطالب غير معقولة.

وأضاف إردان في بيان صادر عنه أمس، أن إسرائيل ستقيم مستشفى ميدانياً بالقرب من أحد السجون للحيلولة دون نقل سجناء إلى منشآت طبية مدنية. كما تقرر نشر قوات للتدخل السريع تابعة لهيئة السجون بالقرب من السجون التي يشملها الإضراب.

ودعا وزير المواصلات وشؤون الاستخبارات يسرائيل كاتس [الليكود] إلى تطبيق عقوبة الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين. 

وأكد كاتس في تغريدة نشرها أمس على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، دعمه لأن تبدأ الحكومة تطبيق هذه العقوبة مثلما تنص عليها القوانين العسكرية الإسرائيلية.

وعقب كاتس على إضراب السجناء الفلسطينيين قائلاً إن مروان البرغوثي يخوض إضراباً من أجل تحسين ظروف اعتقاله بينما تتواصل معاناة عائلات الضحايا الإسرائيليين. وشدّد على أن الحل الوحيد هو فرض عقوبة الإعدام على "الإرهابيين".

من ناحية أخرى أفرجت هيئة السجون الإسرائيلية أول من أمس (الأحد) عن السجينة الأمنية الفلسطينية لينا الجربوني من قرية عرابة في الجليل بعد إنهائها فترة حبس دامت 15 عاماً، وهي أطول مدة قضتها سجينة فلسطينية في سجن إسرائيلي. 

 

وكانت الجربوني (40 عاماً) اعتقلت سنة 2002 وحكم عليها بالسجن لمدة 15 عاماً بعد إدانتها بالضلوع في أعمال "إرهابية" ضمن خلية تابعة لحركة الجهاد الإسلامي.