"بتسيليم": جنود الجيش الإسرائيلي جرّوا طفلاً فلسطينياً في الثامنة من عمره ضمن بحثهم عن راشقي حجارة في الخليل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

وثق مركز "بتسيليم" [مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة] كيف قام جنود الجيش الإسرائيلي بجرّ طفل فلسطيني في الثامنة من عمره طوال أكثر من ساعة من بيت إلى بيت ضمن قيامهم بالبحث عن راشقي حجارة في الخليل.

وجاء في تقرير جديد صادر عن مركز "بتسيليم" أمس (الخميس)، أنه في ظهيرة يوم 19 آذار/ مارس الحالي ألقت مجموعة مؤلفة من 15 جندياً إسرائيلياً في الخليل القبض على الطفل سفيان أبو حتة (8 أعوام) الذي خرج من بيت جدّه حافي القدمين ليبحث عن لعبة ضاعت منه، وقام عدد من الجنود بجرّه إلى حارة الحريقة وهم يطالبونه بأن يؤشّر على أولاد كانوا رشقوا حجارة وقذفوا زجاجة حارقة نحو مستوطنة كريات أربع.

وقالت والدة الطفل أماني أبو حتة في إفادة أدلت بها إلى مندوبة "بتسيليم"، إنها عندما خرجت من بيت والدها في ذلك اليوم لتستطلع ماذا جرى لابنها رأت أكثر من 15 جندياً يحيطون بسفيان وقام اثنان منهم بإمساكه من ذراعيه وجرّه في اتّجاه بوّابة كريات أربع. وكان بعض الجيران قد تجمّعوا في الشارع وحاولوا تخليص سفيان من أيدي الجنود. 

وأضافت: "توجّهت إلى أحد الجنود وطالبته بإعادة ابني إليّ. فرفض وقال: إذا كنت تريدين أخذه، عليك إقناعه بأن يخبرنا بأسماء الأولاد الذين رشقوا الحجارة". وتابعت: "حاولت أن أُفهم الجندي أنّنا لا نسكن في الحيّ حيث جئنا لزيارة والدي، وأنّ الولد لا يعرف أسماء أولاد الحيّ، ولكن الجندي تجاهل أقوالي وجرّ الجنود سفيان تارةً إلى كريات أربع وتارة إلى الطريق الصاعدة نحو منطقة جبل جوهر. في هذه الأثناء كان سفيان يرتجف من الخوف ويحاول إقناع الجنود بأنه لا يعلم شيئاً لكن من دون جدوى. واستمر الجنود في سحبه حيث بدأوا يقتادونه نحو منازل في الحي، ومنها منزل محمد النهنوش. وعندما خرجوا من هناك بعد نحو 5 دقائق، كان سفيان يبكي. لم يعتقلوا أحداً من هذا المنزل. لا أدري إن كان الجنود قد ضربوا سفيان داخل ذلك المنزل أو ما الذي جرى هناك. كنت أشعر بخوف كبير وقلق على سفيان. أخذت في البكاء وكنت أركض خلف الجنود من مكان إلى مكان محاولةً تخليصه من أيديهم".

وأشار التقرير إلى أن الجنود جرّوا سفيان إلى شارع جبل جوهر، وهناك حاولت إحدى النساء سحبه من أيديهم. وفي هذه الأثناء تجمّعت نساء أخريات حول الجنود، وفي النهاية نجحن في تخليص سفيان وإعادته إلى أمه.

من ناحية أخرى أعلن قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة أنه باشر التحقيق مع شرطي إسرائيلي للاشتباه فيه بالاعتداء ضرباً على سائق شاحنة فلسطيني في حي وادي الجوز في القدس الشرقية صباح أمس. 

وجاء هذا التحقيق بعد أن تلقى القسم مقطع فيديو يظهر فيه رجل الشرطة وهو يعتدي ويشتم سائق الشاحنة. وقال سائق الشاحنة مازن الشويكي إنه كان يخشى من قيام الشرطي بإطلاق النار عليه وأشار إلى أن الاعتداء أتى عقب حادث اصطدام شاحنته بمركبة تعود للشرطي. 

وطالب عضو الكنيست أحمد الطيبي من القائمة المشتركة، باعتقال الشرطي على الفور.

 

 

 

المزيد ضمن العدد 2581