•في الخلاصة، حققت عملية الجرف الصامد هدفها الأساسي بتهدئة الجبهة الجنوبية عامين ونصف العام، وربما أكثر. وحتى لو رفضت أي حكومة إسرائيلية مهما كانت تركيبتها الاعتراف أمام مواطنيها بأن هذا كان هدف عملية "الجرف الصامد"، مثل العمليتين اللتين سبقتاها، فإن إيهود أولمرت وبنيامين نتنياهو وإيهود باراك وموشيه (بوغي) يعلون وغابي أشكينازي وبيني غانتس توجّهوا تحديداً نحو هذا الهدف الذي تحقق، ليس لأنه كان هدفاً مثالياً، ولكن لأنه ليس هناك هدف أكثر جدوى منه في الظروف الحالية للجبهة.
•صحيح أنه في الإمكان احتلال غزة بصورة موقتة والبقاء هناك لمدة 19 عاماً دموية، واستبدال "حماس" بحكم عسكري، لكن هذا لا يحتاج إلى مناقشة المجلس الوزاري المصغر لإدراك أنه بديل أكثر سوءاً بكثير. وإذا كان هناك من فكّر بطريقة مختلفة فلماذا لم يقترح ذلك؟ وحده أفيغدور ليبرمان طالب بتخرصاته باحتلال قطاع غزة من مقاعد المعارضة.
•إن هذه العملية، على الرغم من أنها لم تحظ بنقاش معمق في المجلس الوزاري المصغر، وهذا أمر مؤسف، قد حققت هدفين مهمين: نجح الثلاثي القيادي برئاسة نتنياهو ويعلون وغانتس في إدخال أقل عدد ممكن من الجنود إلى الأنفاق. وإذا كان صحيحاً الادعاء بأن الجيش لم يكن مستعداً كما يجب لحرب الأنفاق، فإنه منذ اطلاع رئيس الأركان على هذه الحقيقة لم يطلب من الكثير من الجنود اقتحامها. وكم يختلف هذا عن الحماقة التي ارتكبت في معركة السلوقي في حرب لبنان الثانية التي نتجت خطأ ولم تؤدّ إلى شيء. [المعركة التي دارت في حرب تموز/يوليو 2006 وأدت إلى تدمير عدد من الدبابات في طليعتها دبابة ميركافا، وسقوط عدد من الجنود الإسرائيليين].
•بعد ظهر اليوم يمكننا الاطلاع على تفاصيل تقرير مراقب الدولة الذي هو بالتأكيد تقرير مهم وجدّي. وإذا افترضنا أن مراقب الدولة يوسف شابيرا، الذي أتى بعد الطاقم الذي كان برئاسة برئاسة يوسي بينهاور، سيبدي ملاحظات مثل احتمال أن الغارات الجوية ضد الأنفاق لم تكن مفيدة، فإن ما كان يجب أن يحدث هو إعلام المجلس المصغر السياسي الأمني بذلك. وإذا كان لم يحدث ذلك، فإن هذا خطأ. لكن هذه ستكون مجرد ملاحظة وليست حقيقة من شأنها أن تغيّر وجه المعركة. ويبدو في هذا السياق أن الوقائع هي إلى جانب نفتالي بينت وليست إلى جانب نتنياهو، وهي تدل على أنه اطلع على وضع الأنفاق. هناك وزراء غيّروا ما قالوه بشأن الأنفاق من "لم أعرف" بوجودها إلى "ورد ذكرها"، وسيثير ذلك الخشية من أن هذا التغيير وليد ضغط من جانب رئيس الحكومة. وهذا يلقي بظله على العملية، لكنه لا يلقي بظله على نجاحها.
•يضاف إلى ذلك أن إطالة أمد المعركة نبع من الرغبة في المحافظة على حياة الجنود، وكذلك من مسار سياسي عاقل هدفه ضم مصر إلى تسوية أنهت القتال. لقد كان تدخل مصر أيضاً الأساس لعلاقات أفضل بين إسرائيل والقاهرة، ومن أجل إغلاق الأنفاق بين غزة وشبه جزيرة سيناء. وكان لثمن هذا التريث مقابل.