قالت مصادر رفيعة في قيادة الجيش الإسرائيلي إن قوات الأمن استكملت الليلة الماضية عملية إخلاء جميع المنازل في البؤرة الاستيطانية العشوائية "عمونه" التي أقيمت على أراض فلسطينية خاصة شرقي رام الله وأصدرت المحكمة الإسرائيلية العليا قراراً يقضي بإخلائها حتى يوم 8 شباط/ فبراير الحالي.
وأضافت هذه المصادر أنه تم إخلاء نحو 40 عائلة عن بيوتها وإبعاد 400 شاب وفتى تجمهروا في البؤرة احتجاجاً على إخلائها. وأشارت إلى أن العشرات من الشبان ما زالوا متحصنين في كنيس وتحاول الشرطة إقناعهم بمغادرته طوعاً.
وذكرت هذه المصادر أن 25 من أفراد الشرطة أصيبوا بجروح في إثر أعمال شغب اندلعت خلال عملية إخلاء "عمونه". ووصفت حالة أحد أفراد الشرطة بأنها متوسطة والباقين بأنها طفيفة. كما أصيب 7 مستوطنين بجروح طفيفة، وتم اعتقال 17 من الشبان المشاغبين.
وكانت عدة عائلات خرجت من البؤرة الاستيطانية قبل دقائق من بدء عملية الإخلاء، لكن الباقين قالوا إنهم سيبقون وسيقاومون الإخلاء.
وشهدت بؤرة "عمونه" إخلاء جزئياً سنة 2006 اتسم باندلاع مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمستوطنين أصيب خلالها أكثر من 200 شخص من الطرفين.
وتعقيباً على إخلاء هذه البؤرة الاستيطانية قال وزير التربية والتعليم الإسرائيلي نفتالي بينت [رئيس "البيت اليهودي"] في سياق كلمة ألقاها أمام الهيئة العامة للكنيست أمس (الأربعاء)، إن مؤيدي الاستيطان في المناطق [المحتلة] خسروا معركة "عمونه" لكنهم في سبيلهم للفوز بالحملة من أجل أرض إسرائيل، مشيراً إلى أن الكنيست سيصوت قريباً بالقراءتين الثانية والثالثة على مشروع قانون ينص على تنظيم الوضع القانوني للبؤر الاستيطانية العشوائية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] والذي بات يعرف باسم "قانون التسوية".
وقبل ساعات من عملية إخلاء "عمونه" أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان خططاً لبناء 3000 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية. وهذا هو ثالث إعلان من نوعه خلال 11 يوماً منذ تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وكانت إسرائيل أعلنت قبل أسبوع أنها ستقيم نحو 2500 وحدة سكنية جديدة أخرى في الضفة الغربية. وجاء هذا الإعلان عقب المصادقة على إقامة أكثر من 560 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات القدس الشرقية قبل ذلك بأيام.