ترامب وإسرائيل: اختبار للنيات المعلنة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•كل تحليل لرئاسة ترامب لا يمكنه أن يتجاهل سياسته الخارجية المتوقعة - بما في ذلك الصلة بإسرائيل. عندما كان الحديث يدور عن كلينتون كان يمكن مسبقاً تقدير توجهاتها - استمرار سياسة أوباما، بما في ذلك مسائل الشرق الأوسط، والمواجهة مع روسيا والصين. وفي ما يتعلق بالموضوع الإسرائيلي- الفلسطيني لم تكن ستخرج عن التوافقات العابرة للإدارات، مثل مفاوضات سلام مباشرة بين الطرفين، التمسك المبدئي بالخط الأخضر مع تبادل مناطق، معارضة المستوطنات - لكن مع ضغوط أقل من تلك التي برزت في عهد أوباما، وفي جميع الأحوال ستكون متحررة من وجهة نظر أوباما بشأن "التقارب" بين الولايات المتحدة والعالم العربي والإسلامي.

•ماذا نعرف عن سياسة ترامب الخارجية؟ ليس الكثير. ففي مقابل تصريحاته التي تبدو انعزالية، يقف تصريحه بأنه سيزيد ميزانية بلاده الدفاعية. وفي مقابل كلامه الانتقادي الموجه إلى حلف شمال الأطلسي، سارع إلى إعلان أنه سيفي بالتزامات الولايات المتحدة تجاه حلفائها. وبالفعل، فقد أظهر استطلاع حديث للرأي العام أن أغلبية الأميركيين وبينهم ناخبو ترامب، يرغبون في أن تواصل بلادهم القيام بدور فاعل في الساحة الدولية.

•لقد تعهد ترامب بالعمل على إلغاء الاتفاق بين الغرب وإيران. وهذه الخطوة العملية يجب أن تصمد في اختبار الواقع، وفي جميع الأحوال يمكن افتراض أن التقارب بين طهران وواشنطن الذي انتهجه أوباما لن يستمر. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أنه كان قراراً حكيماً جداً من جانب إسرائيل توقيع الاتفاق الأمني البعيد المدى [مع الولايات المتحدة].

•فيما يتعلق بنظر إسرائيل قال ترامب كلاماً كان له وقع جيد على مسمعها، بما في ذلك التعهد المعروف بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، وسيظهر المستقبل ما إذا كان إعلان النية هذا سيتحقق، أم أنه سينتقل إلى أرشيف الوعود التي لم يجر الوفاء بها. وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية سمعنا في السابق تصريحات متناقضة، ومن الواضح هنا أن هناك مهمة شاقة تنتظر الدبلوماسية الإسرائيلية من أجل المحافظة على مصالحنا حيال الولايات المتحدة. وسيكون اختبار ترامب الأول ما إذا كان سيحترم الاتفاق بين الرئيس جورج بوش الثاني وأريئيل شارون بشأن كتل المستوطنات الكبرى، وهو اتفاق تجاهله أوباما. وثمة حدث بارز آخر في هذه الانتخابات، هو أنه بخلاف كل التوقعات حافظ الجمهوريون على الأغلبية في مجلسي الكونغرس - وهذه حقيقة شديدة الأهمية من ناحية علاقة الإدارة الأميركية حيال إسرائيل.

•"الجوكر" في حزمة هذه التوقعات المتعلقة بنا هو ما إذا كان الرئيس أوباما سيقيّد يدي ترامب من خلال فرض وقائع في الأمم المتحدة في الموضوع الفلسطيني، أم أنه سيفضل أن يراقب من بعيد طريقة تعامل من سيخلفه في هذه القضية.