من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•يعتبر قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الانضمام إلى المقاطعة التي دعا إليها وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ورئيس الائتلاف عضو الكنيست ديفيد بيطون لأعضاء القائمة المشتركة احتجاجاً على عدم مشاركتهم في جنازة بيرس، وصمة عار على رئيس الحكومة وعلى الديمقراطية الإسرائيلية. لا مجال للمقارنة بين حركة احتجاجية من جانب الأقلية حيال الأكثرية واحتجاج الأكثرية حيال الأقلية، ناهيك أن الفكرة التي تفرض المشاركة في جنازة معينة مرفوضة من أساسها.
•منذ الانتخابات الأخيرة اعتبر نتنياهو المواطنين العرب أعداء له وأعداء لحكم اليمين، وذلك عندما حذّر من خطر ممارستهم حقهم في الاقتراع وحرّض ضدهم قائلاً: "إن حكم اليمين في خطر. الناخبون العرب يتدفقون بأعداد كبيرة نحو صناديق الاقتراع". والاعتذار الذي قدمه في تموز/يوليو [2015] - حين أوضح أنه قصد حزباً سياسياً معيناً، لا معنى له. وحتى بعد هجوم ديزنغوف [الهجوم الذي قام به نشأت ملحم في 1/1/2016 ضد مقهى في تل أبيب] لم يتردد نتنياهو في التحريض ضد الجمهور العربي، فقال في نقل مباشر من ساحة الحادثة: "لست مستعداً للقبول بدولتين في إسرائيل. دولة قانون لجميع مواطنيها، ودولة داخل دولة لجزء من مواطنيها". وقبل أسبوعين في خطاب "التطهير الإثني" قارن نتنياهو بين وجود مواطنين عرب في إسرائيل ووجود مستوطنين في دولة فلسطينية افتراضية.
•وهكذا يبدو أكثر فأكثر أن العرب في إسرائيل وليس فلسطينيو الضفة، هم الفيل في الغرفة التي يجري فيها نقاش مسألة وجود الدولة اليهودية الديمقراطية. ويبذل نتنياهو وحكومته كل ما في وسعهما من أجل تعميق نزع الشرعية عن العرب في إسرائيل وضرب تمثيلهم السياسي.
•إن الديمقراطية ليست حلية تتزين بها الدولة، بل هي التزام حقيقي بمبادئ وقيم في طليعتها مبدأ المساواة أمام القانون. إن المكانة الجماعية للعرب في إسرائيل يشكل تحدياً حقيقياً لهؤلاء الذين ما يزالون يحلمون بإسرائيل دولة للأمة اليهودية.
•إن هذا التحدي طرح بقوة في السنوات الأخيرة. وتجلى تخوف الأكثرية اليهودية من تعزيز القوة السياسية للعرب في إسرائيل عندما توحدت الأحزاب العربية ضمن قائمة واحدة في الانتخابات، مما أدى إلى مجموعة من القوانين غير الديمقراطية وإلى صدور كلام من رئيس الحكومة ووزارئه هدفه توضيح "من هو رب المنزل هنا".
•لكن رغبة إسرائيل في أن تكون الوطن القومي للشعب اليهودي يفرض على زعمائها إظهار تعاطفهم مع الوضع الذي لا يطاق الذي تعانيه الأقلية العربية في إسرائيل. إن مهمة رئيس الحكومة ومهمة وزرائه هي الحرص على أن يكون هذا الوطن وطناً للجميع، وبالتأكيد وطناً للعرب في إسرائيل الذين يشكلون 20% من مواطني الدولة. ومن المؤسف أن نتنياهو لا يدرك ذلك.