•إن أهم إنجاز حققه بيرس في حياته الطويلة والغنية والكثيرة التقلبات هو عندما كان في الـ33 من عمره في باريس: تأسيس المفاعل النووي في ديمونه وضمان مستقبل إسرائيل.
•في نهاية الخمسينيات أقيم في ديمونه "مصنع التكتسيل" - المفاعل النووي الذي بالاستناد إلى مصادر أجنبية تنتج فيه إسرائيل المواد الانشطارية - اليورانيوم والبلوتونيوم - من أجل سلاحها النووي. وفي اعتقاد هذه المصادر أن هذا السلاح يستخدم منذ ذلك الحين وحتى اليوم أداة لردع الدول العربية عن التفكير بالقضاء على إسرائيل في ساحة القتال العسكري.
•في فيلا جرى إعدادها بصورة مسبقة، التقى في باريس في 21 تشرين الأول/أكتوبر سنة 1956 زعماء إسرائيل (ديفيد بن غوريون، ورئيس الأركان موشيه دايان، وبيرس وآخرون) مع زعماء وقادة فرنسا بالإضافة إلى موظفين كبار من بريطانيا. وخلال يومين من النقاشات جرى الاتفاق على التفاصيل العسكرية والظروف السياسية للمؤامرة التي جرى وضعها ضد مصر بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر. بعد نحو أسبوع بدأت حملة قادش [العدوان الثلاثي على مصر].
•انتهت الحرب بهزيمة دبلوماسية لكل من فرنسا وبريطانيا كانت بداية نهايتهما كقوتين استعماريتين عظميين. أما إسرائيل فقد حققت في هذه الحرب بعض الإنجازات العسكرية والسياسية.
•بعد مرور أقل من سنة على هذه الحرب وافقت فرنسا التي كانت تقترب من نهاية الجمهورية الرابعة، على بيع إسرائيل مفاعلاً نووياً وتزويدها بكل المعلومات والتجهيزات والمواد واليد البشرية المطلوبة لذلك.
•في أيلول/سبتمبر 1957 وجد بيرس نفسه مرة أخرى في باريس، حيث وقع اتفاقين بحسب التقارير الأجنبية، جعلا إسرائيل القوة النووية العظمى السادسة في العالم. لكن الجمعية الوطنية الفرنسية كانت صوتت بحجب الثقة قبل يوم من توقيع الاتفاق، عن حكومة موريس بورجيه مونوري الذي لم يعد يحق له توقيع الاتفاقات التي منحت إسرائيل المفاعل النووي. لكن بيرس أقنع ماونوري الذي كان صديقاً له بتغيير تاريخ الاتفاق وإرجاعه يوماً إلى الوراء قائلاً: "ما أهمية 24 ساعة بين أصدقاء؟".
•في السنوات الثلاث التي تلت، كان بيرس يتصرف كأب يحتفل بعرس أولاده بينما كان مئات التقنيين والمهندسين الفرنسيين يستكملون العمل على بناء المفاعل. بعد خمس سنوات وقبل حرب الأيام الستة [حرب حزيران/يونيو 1967] أصبح لدى إسرائيل قنبلتها النووية الأولى وفقاً لتقارير أجنبية. منذ ذلك الحين وحتى وفاته، رأى أعداء إسرائيل في بيرس مهندس القدرة التي منحت في نظرهم إسرائيل الردع الاستراتيجي وحولتها إلى مالكة حصرية للقوة النووية في الشرق الأوسط.