من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•يقترح وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان مبادرة جديدة هي التحدث مع مثقفين ورجال أعمال وأكاديميين فلسطينيين في "مسار يلتف فيه على أبو مازن"، من أجل الدفع قدماً بحوار إسرائيلي - فلسطيني. يمكن القول على الفور إن هذه مبادرة مرحب بها، فأي حوار رسمي أو غير رسمي بين إسرائيليين وفلسطينيين ينطوي على أمل من اجل تعميق التفاهم بين الطرفين.
•لكن مبادرة ليبرمان التي يضاف إليها المشروع المحير لإقامة موقع للإنترنت تُنشر فيه الحقائق من وجهة نظر إسرائيلية، يثيران عدداً من التساؤلات. عن أي شيء يريد وزير الدفاع التحدث مع الفلسطينيين والحكومة تواصل البناء في المستوطنات، وتعتقل نشطاء ليسوا متهمين بهجمات وإنما بسبب نشاطهم السياسي فقط، وتتهم بالتحريض أشخاصاً يكتبون على صفحاتهم على الفايسبوك كلاماً قاسياً وانتقادياً ضد إسرائيل، وتحتفظ في برادات الدولة بجثامين فلسطينيين متهمين بعمليات إرهابية خلافاً لقرارات محكمة العدل العليا؟
•في الثمانينات اعتقدت إسرائيل أنها قادرة على إنشاء زعامة فلسطينية للالتفاف بواسطتها على منظمة التحرير الفلسطينية عندما شكلت "روابط القرى". لكن المبادرة منيت بفشل ذريع سواء لأن زعماء الروابط اتضح أنهم فاسدون، أو لأنهم اتهموا بالتعاون مع إسرائيل وحملوا سلاحاً مرخصاً من الجيش الإسرائيلي واستخدموه ضد مدنيين.
•إذا كان وزير الدفاع ينوي إحياء هذه الفكرة القديمة فعليه أولاً تعلم دروسها. وما لم تشمل مبادرة ليبرمان تجديداً فعلياً أو نقطة ضوء يستطيع الجانب الفلسطيني التمسك بها وتبرر حواراً مباشراً مع وزير الدفاع أو الممثلين عنه، فإن المبادرة ستبقى في نطاق الثرثرة التافهة.
•يخطئ وزير الدفاع إذا اعتقد أن إقامة موقع للإنترنت باللغة العربية (كلفته عشرة ملايين شيكل) أو دعوة الفلسطينيين إلى حوار، يمكن أن يستخدما كبديل عن نقاش سياسي حقيقي. وبدلاً من إطلاق أفكار من دون مضمون، حسناً يفعل ليبرمان إذا ما فحص من جديد الممارسات الغبية للاحتلال، واقترح خطة سياسية موازية، أو على الأقل أمر بسلسلة خطوات إنسانية توضح جدية نياته أكثر من موقع إنترنت وحديث دعائي.