ملايين في آخر النفق
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•قبل بضعة أسابيع قام نائب وزير الدفاع الأميركي بزيارة لإسرائيل، ورأى المشروع الذي بدأ العمل به في قطاع غزة [مشروع تحديد مكان الأنفاق والكشف عنها] وأعجب به، ووافق على تقديم 40 مليون دولار في السنة الأولى. الولايات المتحدة تحتاج إلى منظومة من هذا النوع على حدود المكسيك. الآن، وبعد وجود الأميركيين في الصورة، ثمة فرصة بأن يجري الإسراع في تنفيذ المشروع، فالمساهمة المالية والتكنولوجية للأميركيين ستختصر المراحل وتحسّن المنظومة وستساعد على نشرها بسرعة أكبر. بأي سرعة؟ هذا سر كانت "حماس" ستدفع لقاء معرفته مالاً كثيراً.

•ليس سكان غلاف غزة وحدهم من يسمع طرقاً متواصلاً آتياً من باطن الأرض. بل في الجانب الآخر، الإسرائيلي، تُرى وتًسمع أعمال حفر  من أجل زرع شيء ما في الأرض. في رأي الذراع العسكرية في حركة "حماس" أن ما يجري قرع طبول حرب. وهم يعرفون أنه عندما ينجز المشروع، فإنه سيستأصل السلاح الهجومي الذي يحضرونه: الأنفاق.

•إسرائيل في سباق مع الوقت من أجل إنجاز مشروع العائق تحت الأرض وإيصاله إلى الوضع الأمثل، والمقصود منظومة قادرة على كشف أعمال حفر وعمليات، أو كلاهما معاً، على عمق عشرات الأمتار. و"حماس" أيضاً في سباق مع الوقت. وهي من ناحيتها أنهت الاستعدادات لعملية عسكرية في مواجهة إسرائيل، والآن تصدّع رأسها بشأن التوقيت. وهذا التوقيت يتأثر كثيراً بوتيرة التقدم في المشروع الإسرائيلي.

•تستعد "حماس" لشن هجوم مباغت. وإذا اعتقدت للحظة أن إسرائيل تتقدم نحو حل يجعل أنفاقها مكشوفة، فإن هذا سيؤثر على قرارها باتجاه تقديم موعد الهجوم. وهنا خبر سيّء: هناك قطاران يسيران بسرعة في مواجهة بعضهما، والانفجار يمكن أن يحدث خلال أشهر معدودة. وفي الجيش الإسرائيلي يستعدون منذ الآن لهذا الاحتمال.

•الأسابيع الأخيرة شهدت سلسلة من الخطوات من جهات حريصة على أن يكون الانفجار- أي جولة حرب جديدة بين إسرائيل وحماس- حتمياً وفي أقرب وقت. بدأ هذا بمنشورات في إسرائيل تحديداً تحدثت عن التأكد من وجود أنفاق تابعة لـ"حماس" تسللت إلى أراضي إسرائيل. وهذا يُذكر بما نُشر في أثناء عملية الجرف الصامد وقيل لنا حينها بأنه تحت كل مستوطنة في غلاف غزة يوجد نفق.

•إن تقارير من هذا النوع فيها بعض الحقيقة الجزئية، تزرع الهلع وتنشر وسط الجمهور إحساساً بأن حرباً تلوح في الأفق، وتشجع على الاستغلال من قبل سياسيين يطالبون بالتدمير الفوري للأنفاق. لكن استناداً إلى أي معلومات سيرسلون الجيش إلى حرب في غزة؟

•في الفترة الأخيرة انهار نفقان في القطاع، وقتل في واحد منها سبعة من الذين كانوا يحفرون. لم يعلن أحد مكان النفق، لكن لسبب ما كان واضحاً للجميع أنه نفق نفذ إلى إسرائيل. وكانت التفسيرات التي أعطيت للحدث أن "حماس" تسرّع بصورة دراماتيكية حفر الأنفاق، وهذا هو سبب وقوع الحوادث. لكن غزة تشهد منذ سنوات انهيار أنفاق في كل مرة يكون معدل هطول الأمطار فيها ما بين 100 إلى 130 ملليمتراً. وقد أحرجت الحادثة الأخيرة زعامة "حماس" التي أخفت بدايةً وقوع قتلى، وفي ما بعد حولت انهيار النفق إلى "حادثة عسكرية" بطولية وألقى إسماعيل هنية خطاباً استثنائياً وتفصيلياً بشأن الاستعدادات العسكرية للحرب مع إسرائيل.

 

•حتى نتنياهو لم يضيع الفرصة. دعا هيرتسوغ إلى مهاجمة الأنفاق. إذن يقدم نتنياهو له نموذجاً عن كيف يجب تهديد "حماس" ، وكيف ننشر الشعور بأن الحرب على الأبواب. يضاف إلى ذلك السياسي الذي يقوم بجولة على الأنفاق كي يبرهن أنه هو الذي دفع أصحاب المليارات لبناء العائق وليس الحكومة. ويأتي بعض أعضاء الكنيست وتؤخذ لهم الصور. قد يكونون صادقين في قلقهم، لكنهم لا يملكون معلومات حقيقية. تسمع "حماس" هذه الأصوات وتتأكد من أن إسرائيل على وشك مهاجمتها. يضاف إلى الخوف المرضي الفهم غير الصحيح بشأن استعدادات لانتشار عسكري هنا أو هناك، فإذا بنا نحصل على سلسلة أخطاء مثل تلك التي حدثت عشية عملية الجرف الصامد وأدت إلى حرب استمرت 51 يوماً.