القيادات تريد التهدئة لكن الأجواء تصعيدية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•إن الجو التفاؤلي إلى حد ما الذي ساد أول من أمس في إسرائيل وأوحى بأن موجة الارهاب الحالية يمكن ضبطها، حل محله قلق عميق وإدراك أنه برغم الرغبة الواضحة في التهدئة، فإن إسرائيل والسلطة الفلسطينية يمكن أن تنجرّا إلى التصعيد.

•كما يبدو، لم يظهر في سلسلة الهجمات التي جرت بالأمس أي شيء لم نره في الأيام الأخيرة، فجميع هذه الهجمات كانت محاولات من جانب أفراد قاموا بعمليات طعن ودهس وإطلاق نار على إسرائيليين. لم يكن هناك أي شيء منظّم، أو مموّل أو موجّه من جانب تنظيم أو طرف ما، ولم يكن هناك شيء يمكن ربطه بذلك. 

•لكن برغم هذا كله، ثمة خط واضح يربط بين جميع هذه الحوادث هو الأجواء. فبرغم الجهود التي بذلتها القدس ورام الله، واللغة المعتدلة التي يستخدمها في الأيام الأخيرة نتنياهو وأبو مازن، فإن عدداً أكبر من الفلسطينيين يستلون اليوم سكيناً أو يركبون سيارة ويخرجون لارتكاب عمليات قتل.

•ما يجري هنا هو ظاهرة التقليد الأعمى المعروفة التي من حسن الحظ فقط (والسلوك الصحيح للمدنيين ورجال الأمن)، أنها انتهت بالأمس من دون وقوع قتلى، لكن هذا لا يدل على ما سيحدث، فقد يقع غداً هجوم ينتج عنه أيضاً عدد من القتلى.

•في ظل هذه الظروف، تقف إسرائيل أمام إمكانيتين: الاكتفاء بالخطوات الأمنية التي اتخذت حتى الآن- زيادة عدد القوات في الضفة، وإعلان حال التأهب القصوى للشرطة داخل الخط الخضر، وتوثيق التعاون مع أجهزة الأمن الفلسطينية على أمل التهدئة، أو زيادة الضغط الأمني بصورة كبيرة، والعمل على فرض التهدئة. حتى الآن يفضل نتنياهو ويعلون، بناء على مشورة الجهات الأمنية، الخيار الأول، يحدوهم التخوف المحق من أن فرض الحصار وتكثيف الحواجز سيلحقان الضرر بجميع السكان المدنيين الفلسطينيين، وسيؤديان حتماً إلى خروج الكثير من الناس إلى الشوارع، مما سيؤدي إلى المزيد من الاحتكاكات والمصابين والهجمات، وهذا طريق مباشر نحو تصعيد واسع النطاق.  

•من المحتمل جداً أن تؤدي الإمكانية الثانية إلى النتيجة عينها اذا استمرت الهجمات، وأجبرت نتائجها إسرائيل على التشدد في حدة ردودها. في مثل هذا الوضع تعرف أنها فعلت كل شيء من أجل الحؤول دون حدوث ذلك، وهذا أمر له أهمية دبلوماسية وإقليمية وسياسية. هناك من يعتقد أن ذلك سيضر بالردع الإسرائيلي. لكن حتى الآن فإن المقصود هو ثمن يمكن تحمله، وله حسناته، ألا وهي: منع الانزلاق نحو انتفاضة يمكن أن تشمل حتى العرب في إسرائيل وقطاع غزة، وسيكون ضررها على إسرائيل قاسياً جداً. 

•إن اختيار إسرائيل للإمكانية السلبية ينطوي على مخاطرة محسوبة، وأن ينجم عن ذلك خطر أو لا ينجم مرتبط بعدد من العوامل منها: نسبة نجاح المخربين وعدد المصابين؛ أعمال انتقامية محتملة من جانب إسرائيليين؛ طبيعة نوع الثرثرة من جانب المسؤولين الكبار لدى الطرفين مع التشديد على مشكلة جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف]؛ نجاح نتنياهو وأبو مازن في التحاور (ليس من خلال مبعوثين) من أجل إيجاد ما يبدو سر مصلحة مشتركة؛ والكثير من الحظ أيضاً.