دوافع استقالة رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

•أعلن رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن استقالته من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. ومن المفترض أن تزعزع هذه الخطوة السياسية المنظومة الإقليمية والمنظومة الإسرائيلية التي تدعمه وتدعم السلطة الفلسطينية كلها. لكن وراء هذه الخطوة "المدروسة" التي قام خلالها 10 أعضاء من أصل 18 بتقديم استقالاتهم بمن فيهم أبو مازن، تدور معركة بقاء بسيطة وباردة، وعملية انتقام شخصي وسياسة المحسوبيات التي يمارسها رئيس السلطة.

•مما لا شك فيه أن أبو مازن بعد العمر الذي وصل إليه وعندما ينظر إلى التغييرات الإقليمية التي تحدث من حوله، فإنه يشعر بالقلق الحقيقي. وفي الوقت الذي يتربص به خصماه وعدواه محمد دحلان وحركة "حماس"، يبدو أبو مازن مصراً على إزالة أي عائق يمكن أن يشكل بالنسبة إليه تحدياً داخلياً وإبعاد كل من يجرؤ على توجيه الانتقاد إلى تصرفاته. وهذا هو السبب الذي دفعه قبل أشهر إلى إقالة ياسر عبد ربه من منصبه كأمين عام للجنة التنفيذية. لقد سبق أن انتقد عبد ربه سياسة أبو مازن وها هو يدفع الثمن.

•ولم يكتف أبو مازن بذلك، فمن أجل القضاء على عبد ربه سياسياً ومالياً، أصدر أمراً رئاسياً بتجميد أموال المؤسسات التي لها علاقة به. وبهذه الطريقة يكون أبو مازن قضى على تكتلات السلام وعلى مبادرة جنيف الفلسطينية بإعلانه تجميد الأموال المخصصة لها بسبب عبد ربه.

•إن إعلان أبو مازن زيارته إلى إيران موجه بصورة خاصة إلى "حماس"، فأبو مازن بخبرته في المجال السياسي والدبلوماسي رأى القطيعة بين "حماس" والإيرانيين. وهو أيضاً يرى التسابق الأوروبي للاستحواذ على السوق الإيرانية بعد الاتفاق النووي. ولذا قرر أن يشارك في ذلك وأعلن أمام المراسلين في رام الله أن "إيران دولة مجاورة وشقيقة"، متجاهلاً تماماً السنوات الطويلة التي موّلت خلالها طهران أخصامه في حركة "حماس".

•وكان رئيس المعارضة [الإسرائيلية] يتسحاق هيرتسوغ التقى أبو مازن في رام الله، ودعا من هناك إلى ضرورة العمل من أجل الحؤول دون قيام انتفاضة ثالثة. لكن من يذهب إلى رام الله ويلتقي الناس الذين من المفترض أن أبو مازن يرأسهم، يدرك مدى عمق الانفصال بين الطرفين. فالشعور بالاستياء الذي يعم الشارع الفلسطيني حيال أبو مازن والشتائم الموجهة علناً ضده، يجعلان اعلان هيرتسوغ في رام الله بشأن العمل لمنع انتفاضة ثالثة مزحة. وفي ضوء هذا الواقع، فإن هدف الزيارة خدمة المصالح الإعلامية للطرفين.

•بعد شهر سيجتمع المجلس الوطني الفلسطيني في دورة استثنائية حيث من المفترض أن تدخل استقالة أبو مازن حيز التنفيذ. لكن من المحتمل جداً أن يعاد في نهاية الاجتماع انتخاب أبو مازن من جديد، ثم يقوم هو بتعيين من يشاء.