من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•لست عضواً في حركة ميرتس، لكنني اقترعت لها في الانتخابات الأخيرة لأنني أعتبرها الحزب الأقرب إلى آرائي. لذا أسمح لنفسي بأن أفعل شيئاً قريباً من الوقاحة وأدعو ميرتس إلى الانضمام إلى كتلة الأحزاب الآخذة في التبلور قبيل انتخابات 2015.
•ميرتس هي حزب نقي، وميلها الطبيعي هو المحافظة على نقائها. وها أنا أطلب منها التنازل عن نقائها الكامل والتسامح في أمور كثيرة. لماذا أفعل ذلك؟ لأنني أرى دولة في حالة طوارئ، دولة تحتضر فيها الديمقراطية، وتنتهك حقوق الإنسان، دولة اختفت فيها العدالة الاجتماعية وتعربد فيها العنصرية، ويفسد المستوطنون وممثلوهم كل ما هو حسنٌ فيها. دولة تسير بسرعة نحو هاوية لا عودة منها.
•لذا يجب أن يكون هدف الانتخابات المقبلة وقف هذا الركض المجنون نحو اليمين المهووس، وإعادة شيء من التعقل إلى الدولة. وبعد أن نفعل ذلك نستطيع أن نتفرغ للمشكلة الكبرى، أي السلام.
•أستطيع أن أضع قائمة بمساوىء يتسحاق هيرتسوغ وتسيبي ليفني. هما لا يمثلان من أحلم به في الليل، لكنهما قاما بعمل كبير، فالتحالف بينهما أيقظ الوسط- اليسار من غيبوية كانت تبدو نهائية وأعاد الأمل بالتغيير. وأدرك الجمهور أن حكم اليمين المتشدد ليس قدراً لا مفرّ منه، أو حكماً من السماء كما كان يبدو حتى الأمس، وأصبح يدرك أن في الإمكان هزيمة بنيامين نتنياهو وكل المجموعة التي حوله. وقد أنشأ هذا التحالف قاعدة سياسية يمكن البناء عليها. ولأجل هذا، فإنني أرسل إلى هيرتسوغ وليفني تحياتي القلبية. لكن يجب ألا نتوقف عند ذلك. فاللحظة التي نشأت يجب أن تستمر بزخم كبير، والمرشحان الطبيعيان للانضمام إلى الكتلة هما ميرتس و"يوجد مستقبل".
•ليس ليائير لبيد ما يخسره. فإذا خاض الانتخابات وحده سيتلقى ضربة قاصمة ومهينة، لكن إذا خاضها ضمن تكتل كبير، فلن يعرف أحد حجم قوته، وسيظل مستقبله مضموناً وكرامته محفوظة. وبالنسبة لميرتس فهناك مشكلة أخطر بكثير يتعين على زهافا غالئون وزملائها درسها وهي هل يجب عليهم خوض الانتخابات في قائمة صغيرة، أو الانضمام إلى معسكر كبير؟ إذا بقيت ميرتس وحدها، فهي ستحافظ على تمثيلها وقد تزيده مقعداً أو مقعدين. لكن كيف يمكن لهذا أن يوقف التدهور نحو الهاوية؟
•إذا انضم يوجد مستقبل وميرتس إلى الكتلة الكبيرة، فإنهما سيوازنان بعضهما البعض في نظر الرأي العام. والمعسكر الموحد لن يبدو يسارياً جداً ولا يمينياً جداً. في الولايات المتحدة يوجد شيء شبيه يجمع هذه الأحزاب في حزب واحد هو الحزب الديمقراطي، حيث يوجد مكان للطرفين.
•وحتى بالنسبة إلى موشيه كحلون فسيكون من الأفضل له الانضمام. ففي مواجهة كتلة موحدة تحظى بشعبية كبيرة، فإن حظوظه كحزب مستقل ستتضاءل. وفي إمكان كحلون مثل لبيد التوصل إلى استنتاج أنه من الأفضل له الانضمام إلى تكتل كبير لا يمكن فيه تقدير قوته المستقلة.
•ما فائدة تكتل كبير؟ صحيح أن هناك ائتلافات الخسارة فيها تعادل الربح لأنها ستخسر بعض الأصوات في الأطراف، ولكن هناك ائتلافات وزنها النوعي المشترك يفوق بكثير وزن كل مكوناتها. وأنا مقتنع تماماً بأن الجمهور يتطلع إلى شيء جديد وكبير ومستقل.
•يتعين علينا اصطياد الدب معاً بدلاً من أن يلتهمنا كلاً على حدة واحداً تلو الآخر. إن نشوء تكتل من هذا النوع سيغير القواعد كلها، فالعديد من الناخبين الذين فقدوا الأمل ويقولون "الانتخابات لن تغير شيئاً" ويبقون في منازلهم، سيقومون عن كراسيهم ويذهبون إلى التصويت. وهذه الكتلة الحاسمة هي التي ستغير التوازن. وفجأة سيتضح أن اليمين أقلية، وستستطيع هذه الكتلة مع الحريديم والمواطنين العرب تشكيل الائتلاف المقبل.
•لن يكون هذا انقلاباً بل ثورة. ومن أجل القيام بثورة نحتاج إلى القليل من الحماسة ومن الثقة بالنفس. كما نحتاج إلى الإيمان بقدرتنا على إنقاذ الدولة التي أقمناها، فالمتشائمون لا يصنعون التاريخ.