قرار بإحاطة موقف إسرائيل من شبعا بالغموض أمام الأميركيين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      قبل زيارة إيهود أولمرت لواشنطن في أيار/مايو الماضي بأسبوع، دعا أولمرت إلى عقد اجتماع لإجراء مناقشة حول لبنان تمهيداً للزيارة. وتشير المعلومات القليلة المتوفرة إلى أن تلك كانت المناقشة الأكثر جدية التي عقدت حول هذه المسألة قبل نشوب الحرب. كان بين الحضور رؤساء المؤسسة العسكرية ووزارة الخارجية. وكُرس وقت طويل لمسألة تسليح الجيش اللبناني: ماذا تستطيع إسرائيل أن توافق عليه وماذا لا تستطيع. وتم الاتفاق على عدم معارضة تزويده بأسلحة خفيفة. ومنذ ذلك الحين كان الأميركيون مهتمين بسبل تعزيز قوة حكومة السنيورة.

·      مستشار الأمن القومي في حينه، غيورا آيلاند، عرض في المناقشة خطته للتسوية مع لبنان: إسرائيل ستنسحب من مزارع شبعا، وستفرج عن الأسرى اللبنانيين، وستوقف تحليق طائراتها ما وراء الخط الأزرق، مقابل نشر الجيش اللبناني في الجنوب وإخراج حزب الله منه. العسكريون، وآخرون ممن حضروا المناقشة، عارضوا ذلك. قالوا أن سورية لا ولن تعترف بصفقة إسرائيلية ـ لبنانية بشأن مزارع شبعا، المنطقة موضع الخلاف بين اللبنانيين والسوريين منذ عدة سنوات. وقالوا أيضاً أن منطقة شبعا لم تحدد وأنها تبدو مختلفة في كل خريطة.

·      أولمرت أنهى النقاش بحل وسط. إذا سُئل عن شبعا في البيت الأبيض، فسيجيب بغموض. سيقول أنه لا يرفض الانسحاب منها، لكنها ينبغي أن تكون جزءاً من تسوية واسعة تشمل أيضاً نزع سلاح حزب الله ونشر الجيش اللبناني في الجنوب. هذا ما قاله لبوش وأيضاً للرئيس الفرنسي جاك شيراك، لكن الإدارة الأميركية سمعت الـ "نعم" ووضعت الـ"لا" جانباً.

·      كان ذلك غموضاً كلف إسرائيل خلافاً مزعجاً. عندما جاءت رايس إلى القدس، حاولت أن تنتزع من رئيس الحكومة وعداً جديداً بالانسحاب من شبعا، غير أن أولمرت رفض ذلك وأعادها إلى بيتها من دون الإنجاز الذي طلبته. وفي القدس يتساءلون عما إذا كانت "المرأة الحديدية" ستصفح عن هذا الرفض، وثمة من يقدّرون أنها ستجد فرصة لرد"اللسعة" لأولمرت.