الخلافات بشأن المناطق المحتلة حُسمت لمصلحة المستوطنين
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • لا شك في أن معظم الإسرائيليين على استعداد للتسليم بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، غير أن الدولة التي يقصدونها لا تختلف كثيراً عن السلطة الفلسطينية الحالية، سواء من الناحية الجغرافية، أو من الناحيتين السياسية والعسكرية.
  • ولعل أكثر ما يدل على ذلك هو أن أقلية من بين الإسرائيليين، وفقاً لاستطلاعات الرأي العام، تؤيد إجلاء 150- 200 ألف مستوطن من يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، وتقبل بانسحاب الجيش الإسرائيلي من قواعده العسكرية في غور الأردن، وإيجاد خط حدود جديد في القدس، وتحويل المناطق [المحتلة] إلى بلد يستوعب مئات الآلاف من اللاجئين وخصوصاً من مخيمات لبنان.
  • بناء على ذلك، يمكن القول إن الخلافات بين الإسرائيليين بشأن المناطق [المحتلة] قد حُسمت لمصلحة المستوطنين. ويبدو أن رئيس الحكومة الأسبق أريئيل شارون استوعب هذا الأمر على نحو جيد، فهو عندما أبرز الصعوبة الكبيرة التي واجهت عملية إجلاء بضعة آلاف من المستوطنين في قطاع غزة [في إطار خطة الانفصال سنة 2005] أظهر للعالم كافة الصعوبات الأكبر التي من المتوقع مواجهتها في حال الإقدام على عملية إجلاء تشمل أعداداً تفوق عدد أولئك المستوطنين بعشرين ضعفاً.
  • في ضوء ذلك ثمة احتمال بأن يتوجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو نحو المسار السوري، وذلك كي يتمكن من كسر الجمود المسيطر على العملية السياسية. وعلى ما يبدو فإنه سيكون من الأسهل على نتنياهو أن يفسر للرأي العام الإسرائيلي الأهمية الاستراتيجية الكامنة في التوصل إلى اتفاق سلام مع سورية، خصوصاً في ضوء ما يحدث في الآونة الأخيرة في لبنان، وفي ضوء تحالف سورية مع إيران وإقدامها [أي سورية] على بناء مفاعل نووي [جرى تدميره سنة 2007].
  • وما تجدر الإشارة إليه هو أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تؤيد التوصل إلى اتفاق سلام كامل مع سورية حتى في مقابل الانسحاب الكامل من هضبة الجولان. إن مثل هذا التوجه أصبح مطلوباً من أجل الحفاظ على مستقبل إسرائيل، فضلاً عن أنه يتماشى مع موقف نتنياهو الذي يرى أن إيران تشكل في الوقت الحالي الخطر المصيري الأكبر الذي يهدّد إسرائيل. مع ذلك، لا بُد من القول إن إطلاق عملية سلام مع سورية الآن يستلزم زعامة وشجاعة، ويبدو أن هاتين الصفتين غير متوفرتين لدى نتنياهو.