تنوي إسرائيل وضع قضية البرنامج النووي الإيراني على رأس أولوياتها، لكنها لن تجعل التقدم في هذا المسار شرطاً للمفاوضات مع الفلسطينيين. هذا ما يتبين من مناقشات داخلية تجري في ديوان رئيس الحكومة، وفي المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، بشأن بلورة السياسة الخارجية الإسرائيلية، تمهيداً للزيارة التي سيقوم بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لواشنطن خلال الشهر المقبل. ومن المتوقع أن يشرح نتنياهو، خلال لقائه الرئيس باراك أوباما، تخوف إسرائيل من تحول إيران إلى دولة نووية، وأن يطلب منه التعامل مع هذا التهديد.
غير أن نتنياهو لم يبلور بعد سياسة تجاه الفلسطينيين. وقد كشفت اجتماعات المجلس الوزاري المصغر وبعض المناقشات المغلقة، أن رئيس الحكومة مستعد لتبني أجزاء من خطة السلام السعودية لا تشمل حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
وفيما يتعلق بحدود إسرائيل، يقول نتنياهو إنه يعتزم الاحتفاظ بـ 50% من الضفة الغربية، بما في ذلك غور الأردن، كما يقول أنه على استعداد لتبني حل الدولتين، لكنه يطالب بفرض قيود على أي دولة فلسطينية ستنشأ في المستقبل. ويرى أن إسرائيل أخطأت عندما لم تصر على هذه النقطة خلال قمة أنابوليس.
ومن المتوقع أيضاً أن يقول نتنياهو للرئيس أوباما إن إسرائيل ليست معنية بالسيطرة على الشعب الفلسطيني، لكنها لن تساوم بشأن المواقع الاستراتيجية الحيوية، ولا فيما يتعلق بأمن إسرائيل. كما يتوقع أن يطالب بتجريد الكيان الفلسطيني من السلاح، وبسيطرة إسرائيلية على مجاله الجوي ومعابره الحدودية، وتقييد حقه في إبرام تحالفات مع دول معادية كإيران.
وتناولت المناقشات المجال السوري أيضاً، وفي هذا السياق، من المتوقع أن يوضح نتنياهو للرئيس أوباما أنه لا ينوي التنازل عن هضبة الجولان، وأن أي مفاوضات ستجري مع دمشق يجب ألاّ تكون مرهونة بالتعهد بالانسحاب.