لا مجال لقيام دولتين
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·      لن تؤلَّف حكومة وحدة، لأن رئيسة حزب كاديما تسيبي ليفني، كما يقال، تعتقد أن رئيس الحكومة المكلف بنيامين نتنياهو لا يتبنى فكرة "حل الدولتين". ولكن هل هذا هو الحل السياسي الوحيد؟ هذا ما تعتقده ليفني وآخرون كثيرون في أنحاء العالم، لكن الأمر ليس كذلك. وعلاوة على أنه ليس الحل الوحيد، فإنه حل سيىء، ولربما لن يتحقق على الإطلاق.

·      فكرة الدولتين تستند إلى بضع فرضيات غير صحيحة، ومنها أن الدولة الفلسطينية العتيدة سيحكمها فلسطينيون "معتدلون". هذه الفرضية تفتقر إلى أي أساس، إذ من المحتمل أن تسقط السلطة في قطاع غزة والضفة الغربية في يد "حماس" خلال فترة قصيرة.

·      فرضية غير صحيحة أخرى هي أنه يمكن لدولتين مستقرتين أن توجدا في الشريط الضيق الذي يقع بين البحر المتوسط ونهر الأردن. من السهل إثبات أن هذا الأمر غير ممكن: لن تكون الدولة الفلسطينية قادرة على أن تكون مستقلة، ولن تكون إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها.  

·      فرضية أخرى هي أن إسرائيل قادرة على تنفيذ هذا الاتفاق، أي اتفاق ينص على إخلاء 100,000 مستوطن من يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. وحتى لو تجاهلنا التعقيدات الاجتماعية والسياسية التي تنطوي عليها هذه العملية، فإنها ستكلف أكثر من 30 مليار دولار، عدا المليارات التي ستتطلبها إعادة انتشار الجيش. فهل هذا ممكن؟

·      باختصار، فإن أقصى ما يمكن أن تعرضه الحكومة الإسرائيلية على الفلسطينيين، وأن تحافظ على بقائها سياسياً، يظل أقل من الحد الأدنى الذي يمكن لنظام فلسطيني أن يقبله وأن يحافظ على بقائه سياسياً.

·      هناك حلان آخران على الأقل ينطويان على فائدة أكبر، وليس لإسرائيل وحدها. الأول، إيجاد كيان سياسي مستقل في الضفة الغربية يصبح جزءاً من اتحاد كونفدرالي مع الأردن. وقد تبدو هذه الفكرة مفاجئة، لكن هناك أصواتاً متزايدة في كل من الأردن والضفة الغربية تؤيد هذه الفكرة.

·      أمّا الثاني فهو حل إقليمي يتم في إطاره تبادل للأراضي، ليس فقط بين إسرائيل والدولة الفلسطينية، بل تشارك فيه مصر أيضاً. ويمكن توسيع قطاع غزة إلى ثلاثة أضعاف حجمه الحالي، على حساب الأراضي المصرية. وفي المقابل، على الفلسطينيين التخلي عن جزء كبير من الأراضي في الضفة الغربية، وهذا الأمر سيمكّن إسرائيل من خفض عدد المستوطنين الذين سيتم إجلاؤهم إلى 30,000. وستعوض إسرائيل مصر بأراضٍ في الجنوب، عن طريق فتح معبر بري بين مصر والأردن شمالي إيلات، وبأراضٍ أخرى.

·      إن أفضل ما يمكن أن يفعله نتنياهو هو عدم الاكتفاء برفض "حل الدولتين"، بل إقناع الولايات المتحدة أيضاً بالبحث عن حلول بديلة.