· إن خطاب [مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية]، باراك أوباما، في مؤتمر المنظمات اليهودية الأميركية "أيباك"، في الأسبوع الماضي، سبّب لي إزعاجاً كبيراً، على الرغم من أن هناك مكاناً للادعاء أنه كان خطاباً صهيونياً حماسياً ومؤثراً.
· إن ما أزعجني هو السؤال التالي: لماذا لم ينشط السيناتور أوباما من أجل قضيتنا قط، في الوقت الذي تعتبر مواقفه أكثر يمينية من جورج بوش وحتى من [النائب الإسرائيلي اليميني المتطرف] إيفي إيتام، كما يتبين من خطابه المناصر لإسرائيل؟ إن الذي يتكلم على هذا النحو في موضوعات يهودية وإسرائيلية، يتعين عليه أن يكون في عداد كبار أصدقائنا ومؤيدينا في مجلس النواب الأميركي.
· وما أزعجني، أساساً، هو الحماسة الزائدة لإرضاء الجمهور. وما أخشاه هو أن يكون هذا الذي يتكلم بحماسة كهذه أمام مندوبي مؤتمر أيباك، عشية الانتخابات الرئاسية، على استعداد لأن يتكلم بصورة مغايرة في أماكن أخرى.
· بناء على ذلك هناك احتمالان مزعجان: إمّا أن يكون أوباما يقول للجمهور الذي يتكلم أمامه ما الذي يرغب هذا الجمهور في سماعه، وبالتالي يمكن أن يقول على منصات خصومنا ما يرغبون في سماعه، وإما أنه سيستمر، بعد انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، في الاتجاه نفسه، ويفعل كل شيء، مثل الرئيس الحالي، من أجل كسب رضا اليمين الإسرائيلي، بواسطة تجميد العملية السياسية والقضاء على فرص التوصل إلى السلام. مهما يكن، فإن أمراً واحداً يبدو أكيداً، وهو أنه يتعين علينا أن نتعامل بحذر كبير مع أوباما، وأن ندرس بصورة عميقة ما هي نياته بالنسبة إلى إسرائيل والشرق الأوسط.