· عند قيام الدولة، حينما شرع رئيس الحكومة ووزير الدفاع الأول دافيد بن غوريون في بناء الجيش الإسرائيلي، حرص على أن يبنى الجيش على أساس أنه جيش دائم مكوّن من التشكيلات النظامية وقوات الاحتياط، وأن تكون له ثلاث أسلحة هي البرية والجوية والبحرية.
· على مدار نحو 60 عاماً من عمر دولة إسرائيل اختُبر الجيش الإسرائيلي في سبعة حروب وانتفاضتين ومئات إن لم يكن آلاف أحداث الأمن الجاري. وأثبتت حرب لبنان الثانية، في الصيف الماضي، أن هناك تغييراً عميقاً في الجاهزية الاستراتيجية والتكتيكية التي تقف إسرائيل في مواجهتها. وقد أكل الدهر وشرب على أفكار وخطط كانت صحيحة حتى وقت قريب. وبمفاهيم معينة فإننا نستمر بالتفكير وبخوض حروب الماضي، في حين أن كل شيء أمامنا قد تغيّر.
· التغيرات الأساسية التي حصلت في المنطقة هي: أ - انتقل مركز الثقل الاستراتيجي من العالم العربي، وعلى رأسه مصر وسورية، إلى إيران. ب - منذ أربعين عاماً تسيطر إسرائيل على المناطق (الفلسطينية) وقد حصل مؤخراً انفصال سياسي، لا جغرافي فحسب، بين غزة والضفة. جـ - منذ أن وصل السلاح الباليستي إلى منطقتنا ما عادت إسرائيل مقسمة إلى جبهة قتال وجبهة داخلية. ولذا فإن إسرائيل كلها هي جبهة قتال واحدة.
· على المستوى الدولي هناك، من جهة، في العالم العربي عملية تنزع إلى التسليم بإسرائيل وقبولها كدولة يجب عقد سلام معها لقاء تنازلها عن المناطق (المحتلة)، ومن جهة أخرى هناك عملية نزع للشرعية عن إسرائيل. ويرافق التشدد القومي الذي كان سائداً في الدول العربية عشية قيام دولة إسرائيل تشدد ديني مثير للخلاف في العالم العربي بين الشيعة والسنة، في ظل وجود محاولة فارسية لتجديد الخلافة، ثم بسط الهيمنة الفارسية على الشرق الأوسط. هذا الوضع أدى إلى نشوء قوى معتدلة في الشرق الأوسط، وفي مقابلها قوى متطرفة.
· بحسب رأيي يجب أن ندرس إمكان تنظيم الجيش الإسرائيلي من جديد، على أساس تغيير أنظمة وترتيبات كانت مقبولة لدينا طوال عشرات الأعوام.
· واضح أن الحرب المقبلة لن تدور بالأسلحة العسكرية الكلاسيكية التي كانت (سائدة) في الماضي. وبحسب رأيي يجب تنظيم الجيش وفقاً لمهمات محددة، وفي جبهتين رئيسيتين: الأولى جبهة الحرب الكلاسيكية، والثانية جبهة الحرب على الإرهاب.
· من غير الواضح بعد متى سنخرج من المناطق (المحتلة). وحتى لو كنا مستعدين للخروج فليس لدينا في هذه المرحلة من نسلّم هذه المناطق إليهم، بسبب عدم قدرة الفلسطينيين على إقامة جيش واحد ودولة واحدة تفرض سيادتها على هذه المناطق. وفي هذه الأثناء ليس في إمكان إسرائيل أن تتجاهل مسؤوليتها عن المناطق. ويجب تعيين وزير بوظيفة كاملة يكون مسؤولاً عن الجوانب المدنية والاقتصادية والاجتماعية في المناطق.
· إن المطلوب للجيش الإسرائيلي هو مفهوم تكنولوجي مختلف في سبيل إقامة نُظم سلاح للحرب ضد الإرهاب. ومع ذلك تنقصنا قوى بشرية تكنولوجية. ولذا اقترح أن نقيم وحدات خاصة للشبيبة التكنولوجية. ويمكن لهؤلاء أن يكونوا سلاح العلم في الجيش الإسرائيلي. كما اقترح إقامة سلاح للنساء التكنولوجيات يضم نساء متدينات أيضاً.
· جميع هذه المواضيع تحتاج إلى فحص مهني. لكن لا يجوز لنا أن نظل قابعين في بنيات تنظيمية قديمة بينما يغير العالم الأمني شكله.