· ثمة ضغط متزايد على الحكومة لبدء مفاوضات علنية مع السوريين بهدف التوصل إلى اتفاق سلام. والحقيقة أن هناك محاولات جس نبض تجري من وراء الستار. الأميركيون تخلّوا عن معارضتهم لإجراء اتصالات بيننا وبين الرئيس الأسد، والأسد يكرر اقتراحه الداعي لبدء محادثات علنية، وبعض المقربين منه يلمحون إلى أنه إذا لم تجر مفاوضات فستقع حرب خلال الصيف. وحكومة أولمرت تواجه معضلة، خاصة إذا وافق السوريون فعلاً على بدء مفاوضات من دون شروط مسبقة، وليس من النقطة التي وصلوا إليها مع رئيس الحكومة الأسبق إيهود باراك.
· هناك ضغط يمارس على الحكومة الإسرائيلية لإجراء المفاوضات، خاصة من جانب الأوروبيين. ويحظى هذا المطلب بتأييد من الداخل، ليس فقط من قبل معسكر اليسار وإنما أيضاً من قبل بعض الوزراء كتسيبي ليفني وعمير بيرتس. ويبدو أن قسماً كبيراً من الجمهور يؤيد محاولة التوصل إلى صلح مع السوريين.
· هناك خطران يتربصان بمحادثات السلام بين إسرائيل وسورية. الأول، أن تفشل المفاوضات، والثاني، أن تنجح. إذا فشلت المفاوضات فستصبح الحرب شبه حتمية. لن يكون أمام الأسد خيار آخر إذا أراد البقاء. فالجيش السوري والشعب السوري لن يتنازلا عن البديل الوحيد الذي بقي أمام سورية.
· لن يكون الوضع أقل سوءاً إذا انتهت المفاوضات باتفاق على الانسحاب من هضبة الجولان مقابل السلام. ففي هذه الحالة سينشأ اضطراب في إسرائيل يبدو الانسحاب من غوش قطيف (في غزة) لعبة أطفال بالمقارنة معه. ومن المشكوك فيه أن تتمكن الحكومة من تمرير اتفاق السلام في الكنيست، ولو تمكنت من ذلك، سيبقى الاتفاق مرهوناً بالموافقة عليه في استفتاء عام، ومن الأرجح أن تصوت أكثرية الشعب ضد الانسحاب من الجولان.
إذا اقتنع السوريون بأنه لا أمل في العودة إلى الجولان بالطرق السلمية، من المؤكد أنهم سيشنون حرباً. وسيلقون بالمسؤولية عنها على عاتق إسرائيل. باللغات الأجنبية يسمّون هذا الوضع معضلة (dilemma). وفي العبرية، شرٌّ في جميع الأحوال.