يجب إعطاء فرصة للمساعي الدبلوماسية مع إيران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • إن الشك والتخوف حيال كل ما يتعلق بالسياسة الإيرانية أمران مفهومان. فهناك العديد من التساؤلات مثل: هل الرئيس الجديد مستعد لوقف تخصيب اليورانيوم؟ وهل الخطاب الجديد الذي يستخدمه وزير الخارجية الإيراني يعكس مواقف المرشد الأعلى؟ وهل من الممكن أخيراً تبدّد الخوف من السلاح النووي الإيراني؟
  • إن التجربة المرة في المفاوضات مع إيران تبرر هذه الشكوك، وفي الحقيقة فإن الاختبار الحقيقي ليس في الخطاب الذي ألقاه الرئيس حسن روحاني [أمام الأمم المتحدة] ولا في التصريحات العلنية لوزرائه. وليست إسرائيل وحدها هي التي ستختبر أفعال الحكم الجديد في إيران، بل إن دول الغرب أيضاً ليست غارقة  في الأوهام  وليست ساذجة. فقد أعلن الرئيس أوباما أن "إيران ستختبر من خلال أعمالها وليس كلامها"، وأوضح تكراراً أنه لن يتراجع عن الوعد الذي قطعه بعدم السماح لإيران بالحصول على السلاح النووي.
  • لكن في الوقت عينه، فإنه من الخطأ الفادح أن تتجاهل إسرائيل والمجتمع الدولي التصريحات الأخيرة القادمة من طهران، والتغيير الذي طرأ على الحكم في إيران. فكلام علي خامنئي عن أن الديبلوماسية هي الوسيلة الصحيحة لحل الأزمة، وإصرار روحاني على الدفع قدماً بالحوار مع مجموعة الدول الخمس زائد واحد من أجل التوصل إلى اتفاق على تخصيب اليورانيوم، والمقابلة التي أجراها وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف وأدان فيها الذين ينكرون المحرقة النازية، والتهنئة التي بعث بها روحاني إلى الشعب اليهودي بمناسبة رأس السنة العبرية، واللقاء التاريخي المنتظر بين وزير الخارجية الإيراني ونظيره الأميركي جون كيري، كل ذلك يشير إلى بدء تصدع أسوار الرفض التي وضعتها إيران حتى الآن في وجه الحوار المباشر.
  • من الواضح للطرفين أن هامش العمل الدبلوماسي ليس من دون حدود. ومن دون مواصلة العمل الجدي والحقيقي، فإن الانطباع الذي تريد إيران إشاعته من حولها سينهار محدثاً ضجة كبيرة.
  • وفي الوقت عينه يدرك الطرفان المخاطر التي ينطوي عليها البديل عن المفاوضات. فالهجوم على إيران سواء قامت به إسرائيل أو الولايات المتحدة، من شأنه أن يجر المنطقة إلى حرب شاملة.
  • على ما يبدو، فإن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي لا يزال يتمسك بالخط المتشدد، ليس مستعداً لدرس الفرص التي ينطوي عليها تجدد المساعي الدبلوماسية. وقد سارع إلى المقارنة بين إيران وكوريا الشمالية وحذر العالم من مغبة الوقوع في فخ إيران. لكن الخيار العسكري الذي يدعمه نتنياهو لا يضمن حلاً جذرياً للخطر الإيراني.
  • لذا، يجب الإصغاء جيداً إلى الكلام الآتي من طهران، ومتابعة أفعال النظام الإيراني من كثب وإعطاء العملية الدبلوماسية فرصة.